سُنْدُسٍ} بالإنسان [آية: ٢١]، وألف {لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا} بـ عمَّ [آية: ٣٥]، ولم يقرأ أحد من السبعة (١) بحذف ألفها (٢)، بل قرأ ابن مسعود وأُبَيٌّ وأبو الدرداء وابن محيصن (المَشْرِقِ والمَغْرِبِ) بالقصر (٣)، وأنس ومجاهد وقتادة والأعمش والسجستاني:(عَلَيْهِم) بالقصر على صورة الرسم (٤).
أي:{قُلْ إِنَّمَا} و {جِمَالَتٌ}"اختلفوا" في حذف ألفهما؛ جملة اسمية، وقيَّدَهُ بـ" إِنَّمَا " فخرج عنه {قُلْ أُوحِيَ}[الجن: ١]{قُلْ إِنِّي}[الجن: ٢١ و ٢٢]، و"بحذفِ كلِّهم" مصدر مضاف إلى فاعله، و"أَلِفًا" مفعوله "ومن لامه سُطِرَا " صفتا الألف (٦).
والمعنى: أن قوله تعالى في الجن: {قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي}[آية: ٢٠] رسم في بعض المصاحف {قَالَ} بألف وفي بعضها بغير ألف كما قرئ في السبعة أيضًا بالحذف والإثبات (٧) وكذا في المرسلات [آية: ٣٣]: {كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ} في بعض المصاحف بألف وفي بعضها بغير ألف بعد الميم، واتفقت المصاحف
(١) بل ولا بقية العشرة. (٢) في كل الآيات الثلاث. (٣) قال القرطبي في تفسيره ١٨/ ٢٩٥: (وقرأ أبو حيوة وابن محيصن وحميد "برب المَشْرِقِ والمَغْرِبِ" على التوحيد). (٤) عزاها في زاد المسير ٨/ ٤٣٩ إلى أنس ومجاهد وقتادة. (٥) المقنع صـ ٩٨ و ٩٩. (٦) الذي يظهر أن المعنى: سُطِرَ " جِمَالَتٌ " بحذف جميع الرسوم ألفًا من لام الألف في " جِمَالَتٌ " فتكون جملة "سُطِرَا" صفة لـ جِمَالَتٌ لا للألف كما قال المؤلف: و"من لامه" جار ومجرور متعلق "بحذف" والضمير في لامه يعود إلى الألف أي: من لام الألف والله أعلم. (٧) قال في الكشف ٢/ ٣٤٢: (قرأه عاصم وحمزة " قُلْ " بغير ألف على الأمر … وقرأ الباقون بألف على لفظ الخبر والغيبة). وانظر: النشر ٢/ ٣٩٢، والإقناع ٢/ ٧٩٥.