والمعنى: رُسِم قوله تعالى في الحج [آية: ٢٣]{مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا} في كل المصاحف بألف متطرفة، واختلف النقلة في {لُؤْلُؤًا} فاطر [آية: ٣٣]؛ فروى نافع عن المصحف المدني (١)، والفراءُ عنه وعن المصحف الكوفي إثباتَ الألف (٢)، وروى نصيرٌ عن مصحف الأمصار (٣)، وعاصمٌ الجحدري عن الإمام أنه فيها بلا ألف (٤).
١٢٦ - وفي الإمامِ سِواهُ قيلَ ذو ألِفٍ … وقيلَ في الحجِّ والإنسانِ بَصْرٍ ارَى (٥)
الرواية بنقل همزة "أرى" إلى تنوين "بصرٍ" أي: بصريٌّ أرى إثباتَ الألفِ في هذين الموضِعَين فخفف ياء النسبة فصار كالمنقوص فدخله التنوين فحذفت للساكنين ثم نقلت حركة همزة "أرى" إلى التنوين ثم حذفت فصار " بَصْرٍ ارَى"، "وفي الإمام"؛ متعلَّق الخبرِ و"سواه" أي: سوى موضع فاطر، "قيل ذو ألف"؛ خبر مبتدأ محذوف؛ أي: الجميع صاحب ألف، وهذا قول الجحدري فإنه قال: كل لُؤلُؤ في القرآن في الإمام في مصحف عثمان فيه الألف إلا الذي في الملائكة (٦) بنحو {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ}[الرحمن: ٢٢] و {كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ}[الواقعة: ٢٣] وقوله: "وقيل في الحج" إشارة إلى قول محمد بن عيسى الأصفهاني قال: (كل لُؤلُؤ في القرآن يكتب بغير ألف في مصاحف البصريين إلا مكانين: في الحج [آية: ٢٣]{وَلُؤْلُؤًا}، وفي هل أتى [آية: ١٩]{حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا} (٧).
(١) ذكره الداني في المقنع صـ ٤٠ بسنده إلى نافع (أن الحرف الذي في فاطر وَلُؤْلُؤًا بألف مكتوبة). (٢) قال في المقنع صـ ٤١: (وقال الفراء: هما في مصاحف أهل المدينة والكوفة بألفين). (٣) قال في المقنع صـ ٤٠: (وزعم نصير أن المصاحف اتفقت على حذف الألف في فاطر). (٤) ذكره الداني في المقنع صـ ٤٠ بسنده إليه. (٥) المقنع صـ ٤٠، ٤١. (٦) أي: في سورة فاطر [آية: ٣٣] وهو قوله تعالى {يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا}، وقول الجحدري هذا ذكره الداني في المقنع صـ ٤٠ - ٤١. (٧) ذكره الداني في المقنع صـ ٤١ بسنده إليه.