لفظه ولا دلالة على أصله (١)، وكذا اتفقت على حذف الواو في {وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ}[المنافقون: ١٠]، واختلف النقل عن مصحف عثمان؛ فروى بعضهم {أَكُونَ} بالواو (٢)، ولم يذكره الناظم لأنه خارج عن الغرض لكنه نقصٌ عن الأصل (٣).
قُصِرَ للوقفِ لا للوزنِ كما تُوُهِّم (٥)؛ أي:"والخلف" في حذف الواوِ وزيادتِها "في سَأُرِيكُمْ " بالأعراف والأنبياء (٦)، ولم يوجد في غيرهما؛ "قَلَّ" أي: قليلٌ، والكثيرُ دَفْعُ الخِلافِ والقطعُ بالزيادةِ في الموضعين، قال في المقنع: (ثابت في مصاحف المدينة وسائر العراق " سَأُرِيكُمْ " بالواو فيهما (٧)(٨)، وفي المكي والشامي (٩) بحذف الواو فيهما وأغرب السخاوي والخلف فيه عز
(١) أي: وليس هناك ما يدل على كون أصله جمعًا، لاحتمال كونه مفردًا، ومعناه جمعٌ كما تقدم وهو الأظهر. (٢) قال في المقنع صـ ٣٥: (حدثنا الخاقاني قال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا علي، قال: حدثنا أبو عبيد، قال: رأيت في الإمام مصحف عثمان {وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ} بحذف الواو واتفقت بذلك المصاحف فلم تختلف، وقال الحلواني أحمد بن يزيد عن خالد بن خداش قال: قرأت في الإمام إمام عثمان {وَأَكُونَ} بالواو، وقال رأيت المصحف ممتلئًا دمًا وأكثره في والنجم). (٣) أي: المقنع لأنه مذكور فيه كما تقدم. (٤) المقنع صـ ٥٣. (٥) الذي توهم ذلك هو الجعبري حيث قال في الجميلة صـ ٢٦٧: (قُصِرَ للوزن). (٦) هما قوله تعالى: {سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ} [الأعراف: ١٤٥] وقوله تعالى: {سَأُرِيكُمْ آيَاتِي} [الأنبياء: ٣٧]. (٧) أي: في موضعي الأعراف والأنبياء. (٨) معناه في المقنع صـ ٥٣. (٩) لم أجد النص عليهما في المقنع، لكنه مفهوم عبارة الداني، بَيْدَ أن السخاوي قال: (وكذلك رأيته في المصحف الشاميِّ سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ بالواو، وأما الحرف الآخر فعَدِمْتُ ورقتَه).