وفي شرح السخاوي:(قال أبو عمرو: لا أعلم همزة ساكنة قبلها كسرة حذفت صورتها إلا في قوله: {وَرِئْيًا} خاصة، وذلك لئلا يجمع بين صورتين في الرسم، وأما {خَاطِئِينَ}[يوسف: ٩٧] ونحوه (١) كتب بياء واحدة وحذفت التي هي صورة الهمزة وكانت بالحذف أولى لأن الثانية علامة الإعراب وعلامة الجمع إلى غير ذلك من المعاني التي هي دالة عليها) (٢).
ثم قوله:"مَنْ حىَّ" مع تالييه عطف على {وَرِئْيًا}، أي: وكـ "مَنْ حَيَّ يُحْيِي وَ يَسْتَحْيِي كذاكَ"، أي: رسم بياءٍ واحدةٍ، يعني ولو قرئ ممم {حِىَ} بياءين أيضًا (٥)، وقوله:"سوى هَيِّئ" مع الستة التي بعده استثناء من قوله: "واحذفوا إحداهما"، وأمثلة المحذوفة:{مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ}[الأنفال: ٤٢] و {يُحْيِي وَيُمِيتُ}(٦) و {لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ}[البقرة: ٢٦] و {لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ}
(١) في الوسيلة صـ ٣٤٣: و {خَاسِئِينَ} و {مُتَّكِئِينَ} و {الْمُسْتَهْزِئِينَ} وما كان مثله كتب بياء واحدة … إلخ). (٢) انظر: الوسيلة صـ ٣٤٣، والمقنع صـ ٤٩. (٣) المقنع صـ ٤٩ و ٥٠ و ٥١. (٤) في البيت الآتي ١٨٦. (٥) (قرأ المدنيان ويعقوب وخلف والبزي وأبو بكر بياءين ظاهرتين الأولى مكسورة والثانية مفتوحة) اهـ. من النشر ٢/ ٢٧٦. (٦) وردت في القرآن مرارا أولها: [البقرة: ٢٥٨].