وأما قول الجعبري:(كرر البلاء ليعم ذا اللام كما في الصافات والعاري كما في الدخان)(٢) فليس بوجه وجيه، مع أنه كان يتعين عليه أن يقول: كرر " عُلَمَاءُ " ليعم ما في فاطر وهو باللام وما في الشعراء وهو العاري، وما قدمناه هو الأظهر فتدبر.
والحاصل أن قوله تعالى:{وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ} بالنور [آية: ٨] مع {عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ} في الشعراء [آية: ١٩٧] و {مَا يَعْبَأُ بِكُمْ} في الفرقان [آية: ٧٧] و {الضُّعَفَاءُ} حيث وقع بالشرط المذكور وهو في موضعين في إبراهيم [آية: ٢١]{فَقَالَ الضُّعَفَاءُ} وفي المؤمن [آية: ٤٧]{فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ}(٣)، وخص بعضهم (٤){الضُّعَفَاءُ} بما في إبراهيم بالواو، و {بَلَاءٌ مُبِينٌ} في الدخان؛ فخرج مثل {بَلَاءً حَسَنًا}[الأنفال: ١٧]، وقوله:"بالغًا وطرا": واصلًا أرَبًا وحاجة، وأشار بذلك إلى وصولك إلى غرضك فـ"بالغًا": منصوب على الحال.
(١) المقنع صـ ٥٥، ٥٦، ٥٧، ٥٨. (٢) انظر الجميلة صـ ٢٩٥. (٣) في جميع النسخ: {قَالَ الضُّعَفَاءُ}، وآية غافر كما ذكرت. (٤) مراده بالبعض هنا ما ذكره الداني في المقنع صـ ٥٨ بقوله: (وقد خالفه -أي: خالف محمد بن عيسى- أبو جعفر الخزاز فقال: الضُّعَفَاءُ بالواو في إبراهيم {فَقَالَ الضُّعَفَاءُ}).