للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فيجب أن يحتاط لتحصيله، والاحتياط/ فيما سمي عليه؛ لأن المقصود يقع به يقيناً، وحصوله مع الإخلال بالتسمية مشكوك فيه، واليقين هو الواجب في باب التَّعبُّدات، بدليل أنه إذا شك في صلاةٍ من يوم وليلة لا يعرف عينها فإنه يأتي بخمس صلوات لتحصيل اليقين، وكذلك إذا شك في الحدث وتيقن الطهارة، أو تيقن الطهارة وشك في الحدث بنى على اليقين، وكذلك إذا شك في ركعات الصلاة بنى على اليقين، وكذلك إذا شك في طواف الزيارة، أو النية في الصوم بنى على اليقين، وأمثال ذلك كثير.

والدليل على أن الوضوء عبادة: النص، والمعنى، والحكم.

أما النص:

فما روى مسلم (١) وخرجه في «الصحيح» (٢)، والترمذي (٣)، والساجي (٤)


(١) أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم بن ورد بن كوشاذ القشيري النيسابوري صاحب الصحيح؛ أحد الأئمة الحفاظ وأعلام المحدثين، رحل إلى الحجاز والعراق والشام ومصر، وسمع يحيى بن يحيى النيسابوري وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهوية وعبد الله بن مسلمة القعنبي وغيرهم، وقدم بغداد غير مرة فروى عنه أهلها، وروى عنه الترمذي وكان من الثقات، توفي سنة ٢٦١ هـ بنيسابور. [ينظر: وفيات الأعيان ٥/ ١٩٤، سير أعلام النبلاء ١٢/ ٥٥٧].
(٢) كتاب: (الجامع الصحيح)، لأبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، قال مسلم: عرضت كتابي هذا على أبي زرعة، فكل ما أشار علي في هذا الكتاب أن له علة وسبباً تركته، وكل ما قال: إنه صحيح ليس له علة، فهو الذي أخرجت. وقال النووي: اتفق العلماء على أن أصح الكتب بعد القرآن العزيز الصحيحان البخاري ومسلم وتلقتهما الأمة بالقبول. [ينظر: شرح النووي على مسلم ١/ ١٤، سير أعلام النبلاء ١٢/ ٥٦٦].
(٣) محمد بن عيسى بن يزيد بن سَورة بن السكن، الحافظ، العلم، الإمام، البارع، السلمي، الترمذي الضرير، مصنف الجامع، والعلل، أحد الأئمة الذين يقتدى بهم في علم الحديث، وبه كان يضرب المثل، وهو تلميذ أبي عبد الله البخاري، وشاركه في بعض شيوخه مثل قتيبة بن سعيد وعلي بن حجر وابن بشار وغيرهم، وتوفي في ثالث عشر رجب، سنة ٢٧٩ هـ بترمذ. [ينظر: وفيات الأعيان ٤/ ٢٧٨، سير أعلام النبلاء ١٣/ ٢٧٠].
(٤) زكريا بن يحيى بن عبد الرحمن بن بحر بن عدي بن عبد الرحمن ابن الأبيض بن الديلم بن باسل بن ضبة الضبي، أبو يحيى الساجي البصري الحافظ، قال الخليلي: فقيه حافظ، وله تصانيف في هذا الشأن، وهو متفق عليه، مجروح من جرحه موثق من وثقه. وقال الذهبي: وكان من الثقات الأئمة، له كتاب جليل في العلل يدل على تبحره وإمامته. ومن كتبه: اختلاف الفقهاء، توفي سنة ٣٠٧ هـ. [ينظر: الإرشاد للخليلي ٢/ ٥٢٧، تاريخ الإسلام ٧/ ١١٧، الوافي بالوفيات ١٤/ ١٣٧، الأعلام للزركلي ٣/ ٤٧].

<<  <   >  >>