للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجُوزجاني (١) ـ من أصحابنا ـ: من ترك التسمية على الوُضوء ناسياً فإن وضوءَه جائز ـ إن شاء الله ـ؛ للحديث المروي عن رسول الله ـ صلَّى الله عليه ـ في رفع الخطأ والنسيان (٢).

فروى بإسناده عن ابن عباس (٣) قال: قال رسول الله ـ صلَّى الله عليه ـ: «تُجُوِّزَ لأمتي عن ثلاث؛ الخطأ، والنسيان، وما استُكرهوا عليه» (٤).


(١) إبراهيم بن يعقوب، أبو إسحاق السعدي الجُوزجاني الحافظ، تفقه على الإمام أحمد بن حنبل، وسأله مسائل مشهورة. قال الخلال: جليل جداً كان أحمد يكاتبه ويكرمه إكراماً شديداً، وقد حدثنا عنه الشيوخ المتقدمون، وعنده عن أبي عبد الله جزءان مسائل. قال الدارقطني: كان من الحفاظ المصنفين الثقات، لكن كان فيه انحراف عن عليّ بن أبي طالب. مات في أول ذي القعدة سنة ٢٥٩ هـ. [ينظر: طبقات الحنابلة ١/ ٩٨، تاريخ الإسلام ٦/ ٤٣، الأعلام للزركلي ١/ ٨١].
(٢) لم أقف على كلام الجوزجاني، ولعلّ الجوزجاني ذكر هذا الكلام في كتابه (المترجم)، الذي شرح فيه مسائل إسماعيل الشالنجي عن الإمام أحمد بن حنبل، وهو كتاب لم يطبع حتى الآن. [ينظر موضوع كتاب المترجم: الفتاوى ٥/ ١٠٨].
(٣) عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي، الهاشمي، أبو العباس، ابن عم رسول الله ، ولد قبل الهجرة بثلاث، وكان له عند موت النبي ثلاث عشرة سنة، دعا له النبي فقال: «اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل»، وكان يقال له: حبر العرب. توفي بالطائف سنة ٦٨ هـ. [ينظر: الاستيعاب ٣/ ٩٣٣، أسد الغابة ٣/ ١٨٦، الإصابة ٤/ ١٢١].
(٤) أخرجه ابن ماجه، كتاب الطلاق، باب طلاق المكره والناسي ١/ ٦٥٩، ح ٢٠٤٥ من طريق الوليد بن مسلم قال: حدثنا الأوزاعي، عن عطاء، عن ابن عباس، بلفظ: «إن الله وضع عن أمتي». وسئل عنه أحمد فأنكره جداً وقال: ليس يروى فيه إلا عن الحسن عن النبي . وقال ابن أبي حاتم: حديث منكر، كأنه موضوع، لم يسمع الأوزاعي هذا الحديث من عطاء؛ إنه سمعه من رجل لم يسمه، أتوهم أنه عبد الله بن عامر، أو إسماعيل بن مسلم، ولا يصح هذا الحديث، ولا يثبت إسناده. [ينظر: العلل لأحمد رواية عبد الله ١/ ٥٦١، علل الحديث ٤/ ١١٦].

<<  <   >  >>