صليت مع رسول الله ـ صلَّى الله عليه ـ عشر سنين أما اجتمع فيما صليتم عيدان في يوم؟ قال: بلى، كان رسول الله ـ صلَّى الله عليه ـ إذا اجتمع عيدان في يوم [أجزأ](١) أحدهما (٢).
وهذا إخبار عن دوام الفعل من النبي ـ صلَّى الله عليه ـ،/ على أن أهل العوالي إذا حضروا المصر يوم الجمعة فعليهم الجمعة، وهذا كما نقول في المريض: لا يلزمه الحضور، فلو حضر صار فرضه الجمعة.
وقد قيل: إن العوالي لم تكن بعيدة من المدينة، بل كانت قريبة بحيث يخاطبون بالجمعة.
ويدل عليه: أن الصحابة فعلوا ذلك، وأفتوا به في أزمان مختلفة، وأماكن متباينة، فروى الساجي، وابن خزيمة، وابن أبي حاتم بإسنادهم عن وهب بن كيسان (٣) قال: اجتمع عيدان في عهد ابن الزبير فأخر الخروج، ثم خرج، فخطب، فأطال في الخطبة، ثم صلى ولم يخرج إلى الجمعة، فعاب ذلك قوم، فقال ابن عباس: أصاب السنة، وبلغ ابن الزبير فقال: شهدت العيد مع عمر فصنع كما صنعت (٤).
(١) ما بين المعكوفين في الأصل: (أخر)، وما أثبته هو الموافق للسياق. (٢) لم أقف على الكتاب. (٣) وهب بن كيسان القرشي مولاهم، أبو نعيم، المدني، المعلم، ثقة، مات سنة ١٢٧ هـ. [ينظر: التقريب ص ٥٨٥]. (٤) أخرجه ابن خزيمة في صحيحه، كتاب الصلاة، باب الرخصة لبعض الرعية في التخلف عن الجمعة إذا اجتمع العيد والجمعة في يوم واحد، ٢/ ٣٥٩، ح ١٤٦٥، قال: حدثني وهب بن كيسان قال: شهدت ابن الزبير بمكة وهو أمير فوافق يوم فطر ـ أو أضحى ـ يوم الجمعة فأخر الخروج حتى ارتفع النهار فخرج وصعد المنبر، فخطب وأطال، ثم صلى ركعتين، ولم يصل الجمعة فعاب عليه ناس من بني أمية ابن عبد شمس، فبلغ ذلك ابن عباس، فقال أصاب ابن الزبير السنة، وبلغ ابن الزبير، فقال: رأيت عمر بن الخطاب ﵁ إذا اجتمع عيدان صنع مثل هذا.