وروي عن النبي ـ صلَّى الله عليه ـ أنه قال:«يؤم القوم أقرؤهم»(١)، ولم يفرق بين أن يكون عدلاً أو فاسقاً.
ولأنه إجماع الصحابة؛ فإن ابن عمر، وأنساً ﵄ كانا يصليان خلف الحجاج (٢).
وكذلك الحسن (٣)، والحسين (٤)﵄
(١) أخرجه مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة ١/ ٤٦٥، ح ٦٧٣ من حديث أبي مسعود الأنصاري. (٢) أثر ابن عمر أخرجه عبد الرزاق، كتاب الصلاة، باب الأمراء يؤخرون الصلاة ٢/ ٣٨٧، ح ٣٨٠٣، وابن أبي شيبة، كتاب صلاة التطوع والإمامة، باب في الصلاة خلف الأمراء ٢/ ١٥٢، ح ٧٥٥٩، وابن حذلم في حديث الأوزاعي ص ١٦، ح ٣٦ من طريق الأوزاعي، عن عمير بن هانئ، قال: شهدت ابن عمر والحجاج محاصر ابن الزبير، فكان منزل ابن عمر بينهما، فكان ربما حضر الصلاة مع هؤلاء، وربما حضر الصلاة مع هؤلاء. ولفظ عبد الرزاق: عن عمير بن هانئ قال: رأيت ابن عمر، وابن الزبير، ونجدة، والحجاج، وابن عمر يقول: يتهافتون في النار كما يتهافت الذبان في المرق. فإذا سمع المؤذن أسرع إليه، يعني مؤذنهم فيصلي معه. وأما أثر أنس فلم أقف عليه، وقد ذكره القاضي في التعليق الكبير ص ٦٨٨. (٣) الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي، سبط رسول الله ﷺ وريحانته، أمير المؤمنين أبو محمد، ولد في نصف شهر رمضان سنة ٣ هـ وقيل غير ذلك، قال النبي ﷺ: اللهم إني أحبه فأحبه. وقال: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. وكان الحسن أشبه الناس برسول الله ﷺ ما بين الصدر إلى الرأس، كان فاضلاً دعاه ورعه وفضله إلى أن ترك الملك والدنيا رغبة فيما عند الله. مات سنة ٤٩ هـ وقيل غير ذلك. [ينظر: الاستيعاب ١/ ٣٨٣، أسد الغابة ١/ ٤٨٧، الإصابة ٢/ ٦٠]. (٤) الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي، سبط رسول الله ﷺ وريحانته، ولد في شعبان سنة ٤ هـ، قال النبي ﷺ: اللهم إني أحبه فأحبه. وقال: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. كانت إقامته بالمدينة إلى أن خرج مع أبيه إلى الكوفة فشهد معه الجمل، ثم صفين، ثم قتال الخوارج، وبقي معه إلى أن قتل، ثم مع أخيه إلى أن سلم الأمر إلى معاوية، فتحول مع أخيه إلى المدينة واستمر بها إلى أن مات معاوية، فخرج إلى مكة، ثم أتته كتب أهل العراق بأنهم بايعوه بعد موت معاوية فأرسل إليهم ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب فأخذ بيعتهم. قتل يوم عاشوراء سنة ٦١ هـ. [ينظر: الاستيعاب ١/ ٣٩٢، أسد الغابة ١/ ٤٩٥، الإصابة ٢/ ٦٧].