ويتحمل بها القراءة، وسجود السهو، وتوجب الاقتداء به واتباعه، ولا يجوز الافتيات (١) عليه بسبق في فعل، ولا قول، ولا يسبق بتجميع إذا كان إمام الحي، ويتقدم بفضائل على من وراءه [في](٢) القراءة، والفقه، والسن، والشرف.
ولهذا استدلّ سادات الصحابة على استحقاق أبي بكر الصديق ﵁ للتّقدم في الخلافة بتقديمه في الصلاة، وما/ رضوا بأن يجعلوه قياساً شبهيّاً (٣) حتى جعلوه تنبيهاً (٤)، فقال بعضهم: رضيك رسول الله ـ صلَّى الله عليه ـ لديننا، لا نرضاك لدنيانا؟ (٥)
وقال الآخر: أيكم تطيب نفسه أن يتقدم قدمين قدمهما رسول الله (٦).
وكيف يستدلون بهذا المنصب على منصب لا يصح مع الفسق، والذي استدلوا به يصح مع الفسق، ولهذا قال ـ صلَّى الله عليه ـ:«الأئمة ضمناء»(٧)،
(١) افتات فلان على فلان في كذا، وتفوت عليه فيه، إذا انفرد برأيه دونه في التصرف فيه، وهو من الفوت بمعنى السبق إلا أنه ضمن معنى التغلب فعدّي بعلى لذلك. [ينظر: الفائق في غريب الحديث ٣/ ١٤٧، النهاية في غريب الحديث والأثر ٣/ ٤٧٧]. (٢) ما بين المعكوفين ليس في الأصل، وقد أثبته ليستقيم السياق. (٣) قياس الشبه: أن يتردد فرع بين أصلين له شبه بكل واحد منهما، وشبهه بأحدهما أكثر، فيُردّ إلى أكثرهما شبهاً به. (٤) التنبيه (مفهوم الموافقة): فهم الحكم في غير محل النطق بطريق الأولى. (٥) أخرجه ابن سعد ٣/ ١٨٣، والخلال في السنة ١/ ٢٧٣، ح ٣٣٣، والآجري في الشريعة ٤/ ١٧٢٢، ح ١١٩٣ من طريق أبي بكر الهذلي، عن الحسن قال: قال علي: لما قبض النبي ﷺ نظرنا في أمرنا، فوجدنا النبي ﷺ قد قدم أبا بكر في الصلاة، فرضينا لدنيانا من رضي رسول الله ﷺ لديننا، فقدمنا أبا بكر. ولفظ الآجري: قدم رسول الله ﷺ أبا بكر ﵁ يصلي بالناس وقد رأى مكاني، وما كنت غائباً، ولا مريضاً، ولو أراد أن يقدمني لقدمني، فرضينا لدنيانا من رضيه رسول الله ﷺ لديننا. (٦) أخرجه الطبري في التاريخ ٣/ ٢٠١ في أثر طويل، وفيه: فقام عمر، فقال: أيكم تطيب نفسه أن يخلف قدمين قدمهما النبي ﷺ؟ فبايعه عمر، وبايعه الناس. (٧) أخرجه ابن حزيمة، كتاب الإمامة في الصلاة وما فيها من السنن، باب ذكر دعاء النبي ﷺ للأئمة بالرشاد ٣/ ١٦، ح ١٥٣١، والبيهقي في السنن الكبير، كتاب الصلاة، =