وروى أبو داود بإسناده عن حذيفة (١) أنه صلى مع النبي ـ صلَّى الله عليه ـ فكان يقول في ركوعه: «سبحان ربي العظيم» وفي سجوده: «سبحان ربي الأعلى»(٢).
وفي لفظ آخر: فكان إذا رفع رأسه من الركوع قال: «لربي الحمد» وإذا قعد بين السجدتين قال: «رب اغفر لي، رب اغفر لي»(٣).
(١) حذيفة بن اليمان ـ حسيل ـ بن جابر العبسي، القطيعي، من كبار الصحابة، كان أبوه قد أصاب دماً فهرب إلى المدينة، فحالف بني عبد الأشهل، فسماه قومه اليمان، لكونه حالف اليمانية، وتزوج والدة حذيفة، فولد له بالمدينة، وأسلم حذيفة وأبوه، وشهدا أحداً، فاستشهد اليمان بها، وشهد حذيفة الخندق وما بعدها، وشهد فتوح العراق، وكان عمر بن الخطاب يسأله عن المنافقين، وهو معروف في الصحابة بصاحب سرِّ رسول الله ﷺ، وكان عمر ينظر إليه عند موت من مات منهم، فإن لم يشهد جنازته حذيفة لم يشهدها عمر، وكان حذيفة يقول: خيرني رسول الله ﷺ بين الهجرة والنصرة؛ فاخترت النصرة، وشهد نهاوند، فلما قُتل النعمان بن مقرن أخذ الراية، وكان فتح همذان، والري، والدينور على يده، استعمله عمر على المدائن، فلم يزل بها حتى مات بعد قتل عثمان وبعد بيعة علي، بأربعين يوماً، وذلك في سنة ٣٦ هـ. [ينظر: الاستيعاب ١/ ٣٣٤، أسد الغابة ١/ ٤٦٨، الإصابة ٢/ ٣٩]. (٢) أخرجه أبو داود، كتاب الصلاة، باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده ١/ ٢٣٠، ح ٨٧١، من طريق سعد بن عبيدة، عن المستورد بن الأحنف، عن صلة بن زفر، عن حذيفة، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. (٣) أخرجه أبو داود، كتاب الصلاة، باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده ١/ ٢٣١، ح ٨٧٤)، والنسائي، كتاب التطبيق، باب قدر القيام بين الرفع من الركوع والسجود ٢/ ١٩٩، ح ١٠٦٩ من طريق عمرو بن مرة، عن أبي حمزة الأنصاري، عن رجل من بني عبس، عن حذيفة، وعند النسائي: لربي الحمد، لربي الحمد. والحديث أصله عند مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها ١/ ٥٣٦، ح ٧٧٢ من طريق سعد بن عبيدة، عن المستورد بن الأحنف، عن صلة بن زفر، عن حذيفة، قال: صليت مع النبي ﷺ ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت: يصلي بها في ركعة، فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء، فقرأها، ثم افتتح آل عمران، فقرأها، يقرأ مترسلا، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع، فجعل يقول: «سبحان ربي العظيم»، فكان ركوعه نحواً من قيامه، ثم قال: «سمع الله لمن حمده»، ثم قام طويلاً قريباً مما ركع، ثم سجد، فقال: «سبحان ربي الأعلى»، فكان سجوده قريباً من قيامه. وفي رواية: فقال: «سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد».