ما روى أحمد بإسناده (١) / عن المغيرة بن شعبة (٢)، وابن عمر، وأبي موسى الأشعري (٣) أن النبي ـ صلَّى الله عليه ـ مسح على الجوربين. وقد أخرجه الترمذي، وأبو داود، وابن خزيمة (٤)، وقد عمل على ذلك
(١) ينظر: مسند الإمام أحمد ٣٠/ ١٤٤، ح ١٨٢٠٦، وسيأتي قريباً كلام الأئمة في الحكم على الحديث. (٢) المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قيس الثقفي، كان من دهاة العرب، أسلم قبل عمرة الحديبية، وشهدها وبيعة الرضوان، كان يقال له مغيرة الرأي، وهو أعور أصيبت عينه يوم اليرموك، وشهد اليمامة وفتوح الشام والعراق، ولاه عمر على الكوفة، وأقره عثمان ثم عزله، فلما قتل عثمان اعتزل القتال إلى أن حضر مع الحكمين، ثم بايع معاوية بعد أن اجتمع الناس عليه، ثم ولاه بعد ذلك الكوفة فاستمر على إمرتها حتى مات سنة ٥٠ هـ. [ينظر: الاستيعاب ٤/ ١٤٤٥، أسد الغابة ٤/ ٤٧١، الإصابة ٦/ ١٥٦]. (٣) عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب بن عامر أبو موسى الأشعري، قدم المدينة بعد فتح خيبر، واستعمله النبي ﷺ على بعض اليمن، واستعمله عمر على البصرة، فافتتح الأهواز، ثم أصبهان، ثم استعمله عثمان على الكوفة، ثم كان أحد الحكمين بصفين، ثم اعتزل الفريقين، وكان حسن الصوت بالقرآن، قال النبي ﷺ: لقد أوتي مزماراً من مزامير آل داود، وهو الذي فقّه أهل البصرة وأقرأهم. مات سنة ٤٢ هـ، وقيل غير ذلك. [ينظر: الاستيعاب ٣/ ٩٧٩، أسد الغابة ٣/ ٢٦٣، الإصابة ٤/ ١٨١]. (٤) حديث المغيرة أخرجه أبو داود، كتاب الطهارة، باب المسح على الجوربين ١/ ٤١، ح ١٥٩، والترمذي، أبواب الطهارة، باب في المسح على الجوربين والنعلين ١/ ١٦٧، ح ٩٩، وابن خزيمة، كتاب الوضوء، باب الرخصة في المسح على الجوربين والنعلين ١/ ٩٩، ح ١٩٨، والنسائي، كتاب الطهارة، باب المسح على الجوربين والنعلين ١/ ٨٣، ح ١٢٥ من طريق أبي قيس الأودي، عن الهزيل بن شرحبيل، عن المغيرة بن شعبة، أن رسول الله ﷺ توضأ ومسح على الجوربين والنعلين. قال البيهقي: منكر. وضعفه الإمام أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. [ينظر: علل أحمد رواية عبد الله ٣/ ٣٦٦، السنن الكبير للبيهقي ١/ ٤٢٦، معرفة السنن ٢/ ١٢٢]. وأما حديث ابن عمر فلم أقف عليه، ولكن أُثر عنه ذلك فيما رواه عبد الرزاق في مصنفه ١/ ٢٠١، وابن المنذر في الأوسط ١/ ٤٦٢، وابن حزم في المحلى ١/ ٣٢٤. وأما حديث أبي موسى الأشعري فأخرجه ابن ماجه، كتاب الطهارة وسننها، باب ما جاء في المسح على الجوربين والنعلين ١/ ١٨٦، ح ٥٦٠ من طريق عيسى بن يونس، عن عيسى بن سنان، عن الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب، عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله ﷺ توضأ ومسح على الجوربين والنعلين. قال أبو داود: ليس بالمتصل ولا بالقوي. وقال العقيلي: الأسانيد في الجوربين والنعلين فيها لين. وقال البيهقي: الضحاك بن عبد الرحمن لم يثبت سماعه من أبي موسى، وعيسى بن سنان ضعيف لا يحتج به. [ينظر: سنن أبي داود ١/ ٤١، الضعفاء الكبير ٣/ ٣٨٣، السنن الكبير ١/ ٤٢٧].