قال الذهبي ﵀:"الساحر لابد أن يكفر، قال الله تعالى: ﴿وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ﴾ [البقرة: ١٠٢]، فترى خلقاً كثيراً من الضلال يدخلون في السحر، ويظنونه حراماً فقط، وما يشعرون أنه الكفر .. وحدّ الساحر القتل، لأنه كفر بالله أو ضارع الكفر"(١).
١٦٢ - لا دية على من قتل جنياً؟
ذكر الذهبي ﵀ في ترجمة السيدة عائشة بنت الصديق ﵄، أن جاناً كان يطلع عليها، فحرَّجت عليه مرة بعد مرة بعد مرة، فأبى إلا أن يظهر (٢)، فعدت عليه بحديدة فقتلته. فأُتيت في منامها، فقيل لها: أقتلت فلاناً، وقد شهد بدراً، وكان لا يطلع عليك، لا حاسراً ولا متجردة، إلا أنه كان يسمع حديث رسول الله ﷺ؟ فأخذها ما تقدم وما تأخر؛ فذكرت ذلك لأبيها. فقال: تصدقي باثني عشر ألفاً ديته (٣).
ثم علّق الذهبي قائلاً:"ما أعلم أحداً اليوم يقول بوجوب دية في مثل هذا"(٤).
قلت: يبدو أن هذا الجني كان يظهر في صورة حيّة أو نحوها. فقتلتها أم المؤمنين، وهي لا تعلم أنها كانت جنيّاً مسلماً، والله أعلم.
(١) "الكبائر" ص ٨٥. (٢) الظاهر أنه كان يظهر لها في صورة حيّة أو نحو ذلك، والله أعلم. (٣) حَكَم محقق "السير" ٢/ ١٩٧ على إسناد القصة بقوله: رجاله ثقات. (٤) "السير" ٢/ ١٩٧.