أورد الذهبي ﵀ حديث نبيشة ﵁ مرفوعاً: «إنا كنا نهيناكم عن لحومها (٢) أن تأكلوها فوق ثلاث لكي تسعكم، جاء اللَّه بالسعة، فكلوا وادخروا واتجروا» (٣)، قال الذهبي: هذا "إذن منه بالتجارة أيام الموسم، لا اتجروا في اللحم"(٤).
قلت: هذا تفسير طريف من الذهبي ﵀، لم يذكره أحد من الشراح فيما علمت، وإنما فسر الشراح "اتجروا" بطلب الأجر بالإطعام والصدقة، وليس من التجارة الدنيوية (٥)، لكن تفسير الذهبي له وجاهة وفيه إضافة.
٩٣ - تنفير الصيد (٦) لا ضمان فيه:
قال الذهبي ﵀:"التنفير لا ضمان فيه"(٧).
(١) "شرح صحيح البخاري" لابن بطال ٤/ ٤٣٤. (٢) يعني لحوم الأضاحي. (٣) "سنن أبي داود" (٢٨١٣)، بإسناد صحيح. (٤) "المهذب في اختصار السنن" ٨/ ٣٨٧٩. وقد ذكر الذهبي هذا التفسير رداً على البيهقي الذي فسر الحديث بقوله: ""اتجروا" ابتغوا أجرها، ليس من باب التجارة". (٥) ينظر: "معالم السنن" ٢/ ٢٣٢، "تفسير القرطبي" ١٢/ ٤٩. (٦) تنفير الصيد: إخافته وزجره وإزعاجه. (٧) "تنقيح التحقيق" ٢/ ٣٥.