كتاب صحيح البخاري - ط التأصيل

٦٢ - كتاب التفسير - سورة النور - ج: 6 - ص: 288

وَوُعِكْتُ (١)، فَقُلْتُ (٢) لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ: أَرْسِلْنِي إِلَى بَيْتِ أَبِي فَأَرْسَلَ مَعِي الْغُلَامَ، فَدَخَلْتُ الدَّارَ فَوَجَدْتُ أُمَّ رُومَانَ فِي السُّفْلِ وَأَبَا بَكْرٍ فَوْقَ الْبَيْتِ يَقْرَأُ، فَقَالَتْ أُمِّي: مَا جَاءَ بِكِ يَا بُنَيَّةُ؟ فَأَخْبَرْتُهَا وَذَكَرْتُ لَهَا الْحَدِيثَ، وإِذَا هُوَ لَمْ يَبْلُغْ مِنْهَا مِثْلَ مَا (٣) بَلَغَ مِنِّي، فَقَالَتْ: يَا بُنَيَّةُ (٤) خَفِّضِي (٥) عَلَيْكِ الشَّأْنَ فَإِنَّهُ وَاللَّهِ، لَقَلَّمَا كَانَتِ امْرَأَةٌ (٦) حَسْنَاءُ عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا لَهَا ضَرَائِرُ إِلَّا حَسَدْنَهَا وَقِيلَ فِيهَا، وَإِذَا هُوَ لَمْ يَبْلُغْ مِنْهَا مَا بَلَغَ مِنِّي، قُلْتُ: وَقَدْ عَلِمَ بِهِ أَبِي؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قُلْتُ: وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ؟ قَالَتْ: نَعَمْ وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ، وَاسْتَعْبَرْتُ (٧) وَبَكَيْتُ، فَسَمِعَ أَبُو بَكْرٍ صَوْتِي وَهُوَ فَوْقَ الْبَيْتِ يَقْرَأُ فَنَزَلَ، فَقَالَ لِأُمِّي: مَا شَأْنُهَا؟ قَالَتْ: بَلَغَهَا الَّذِي ذُكِرَ مِنْ شَأْنِهَا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، قَالَ (٨): أَقْسَمْتُ عَلَيْكِ أَيْ (٩) بُنَيَّةُ إِلَّا رَجَعْتِ إِلَى بَيْتِكِ، فَرَجَعْتُ.

وَلَقَدْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بَيْتِي فَسَأَلَ عَنِّي خَادِمَتِي (١٠) فَقَالَتْ: لَا وَاللَّهِ، مَا عَلِمْتُ عَلَيْهَا عَيْبًا، إِلَّا أَنَّهَا كَانَتْ تَرقُدُ حَتَّى تَدْخُلَ الشَّاةُ فَتَأْكُلَ خَمِيرَهَا أَوْ

---

(١) ضم الواو من الفرع.
وعكت: الوعك: الحمى، وقيل: ألمها. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: وعك).
(٢) لأبي ذر وعليه صح: "وقلت".
(٣) لأبي ذر وعليه صح: "الَّذِي".
(٤) لأبي ذر، والحموي، والمستملي: "أَيْ بُنيةُ".
(٥) عليه صح. وللحموي والكشميهني: "خَفَّفِي" وعلى آخره صح صح.
خفضي: هوني الأمر عليك ولا تحزني له. (النهاية في غريب الحديث، مادة: خفض).
(٦) ليس في نسخ الخط الذي معنا قط بعد لفظ "امرأة". فلْيعلم.
(٧) لأبي ذر وعليه صح: "فَاسْتَعْبَرْتُ".
استعبرت: من العَبرة، وهي تحلُّب الدمع. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: عبر).
(٨) لأبي ذر وعليه صح: "فقال".
(٩) لأبي ذر عن الكشميهني: "يَا بنيةُ".
(١٠) لأبي ذر وعليه صح: "خادِمِي".