واحتج: بما روي عن عمر - رضي الله عنه -: أنه قال: من صلى بعد العشاء الآخرة أربع ركعات، كُنَّ كمثلهن من ليلة القدر (١)، ومقادير أبواب الأعمال لا تُعلم إلا من طريق التوقيف، فصار كأنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ذلك.
والجواب عنه: أنه ليس فيه أربع (٢) بسلام واحد، ويحتمل أن يكون بسلامين؛ بدليل: ما ذكرنا.
واحتج: بما روى وكيع عن عبيدة بن معتب (٣) عن إبراهيم (٤)، عن سهم بن منجاب (٥)، ..........................................
(١) لم أقف عليه من قول عمر - رضي الله عنه -، وأخرجه ابن أبي شيبة بنحوه من قول عبد الله بن عمرو، وابن مسعود - رضي الله عنهم - في مصنفه رقم (٧٣٥١ و ٧٣٥٣)، وذكره ابن نصر في: "قيام الليل" من قول عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما -. ينظر: مختصر قيام الليل ص ٩٢. وجاء عند الطبراني في الأوسط رقم (٦٣٣٢) مرفوعًا من حديث البراء بن عازب - رضي الله عنه -، وإسناده ضعيف، قال في المجمع (٢/ ٢٢١): (وفيه ناهض بن سالم الباهلي وغيره، ولم أجد من ذكرهم). (٢) في الأصل: أربعًا. (٣) في الأصل: عبيد بن المعتب. وعبيدة هو: ابن معتب الضبي، أبو عبد الكريم الكوفي، قال الإمام أحمد: (ترك الناس حديث عبيدة الضبي)، وضعّف حديثه أبو حاتم. ينظر: تهذيب الكمال (١٩/ ٢٧٣). (٤) النخعي. (٥) ابن راشد الضبي، الكوفي، قال ابن حجر: (ثقة). ينظر: التقريب ص ٢٦٠.