ولا تخذلني في البكاء فإنني … لكم عند طول الجهد غير خذول
ثم قال فيها:
فويلي وعولي فرجوا بعض كربتي … وإلا فإني ميت بعليل
وقال آخر:
أحب أبا مروان من أجل تمره … وأعلم أن اليمن بالمرء أرفق
وو الله لولا تمره ما أحببته … ولا كان أدنى من سعيد ومشرق
وقد ذكروا ما شاع عن عبد الله بن عباس في تجويز نكاح المتعة أن شاعرا قال في عصره:
قالت وقد طفت سبعا حول كعبتها … يا صاح هل لك في قول ابن عباس
يقول هل لك في بيضاء بهكنة (١) … تكون مثواك حتى يصدر الناس
واعلم أن أبا العلاء المعري قال في رسالته التي سماها:"رسالة الغفران"(٢) قد أنكر على ابن دريد إنشاد البيت السابق على الإقواء، وذكر أن الرواية الصحيحة:
وغودر في الثرى الوجه المليح
قلت: والظاهر أن هذا تصرف من الشاعر الفصيح.
(١) البهكن: الشاب الغض. ينظر: الفيروزآبادي، القاموس:٢/ ١٥٥٤. (٢) ينظر: أبو العلاء المعري، أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي، رسالة الغفران، تحقيق: د. درويش جويدي (ت ٤٤٩ هـ /١٠٥٧ م)، (ط ١، المطبعة العصرية، بيروت،١٤٢٦ هـ / ٢٠٠٥ م) ص ٢١٤ - ٢١٥.