وكان لا يفارق مجلس أبي الوفاء بن عقيل الواعظ، ويقول: الفقه يقسي القلب، والوعظ يرققه. قلت: ولعله أراد الفقه الذي غير ضروري في الدين كالمخاصمات، والمنازعات، أو ما يكون مجردا من أدلة الكتاب والسنة، ومن هنا قال الغزالي: ضيعنا قطعة من العمر العزيز في تصنيف (البسيط)، و (الوسيط)، و (الوجيز).
٦٠٩ - محمد (١) بن يحيى بن علي القرشيّ الزّبيديّ
كان فقيها، حنفيا نحويا، صبورا على الفقر، متعففا، له كرامات منها: رؤية الخضر (٢) وقد صنف كتبا في فنون العلم تزيد على مئة مصنف.
قال ولده إسماعيل: كان أبي في كل يوم وليلة من أيام مرضه يقول: الله الله قريبا من خمس عشرة ألف مرة، وما زال يقول: الله الله حتى طفي.
وتوفي سنة خمس وخمسين وخمس مئة.
٦١٠ - محمد (٣) بن يحيى بن مسلم، القاضي المراغيّ (٤)
كان إماما، عالما، صاحب كرامات.
(١) ترجمته في: ياقوت الحموي، معجم الأدباء:١٩/ ١٠٦ - ١٠٨.؛ القرشي، الجواهر المضية: ٣٩٥،٣/ ٣٩٤؛ ابن قطلوبغا، تاج التراجم:٦٧؛ السيوطي، بغية الوعاة:٢٦٤،١/ ٢٦٣؛ حاجي خليفة، كشف الظنون:١٨٢٣،٢/ ١٨٠٤؛ البغدادي، هدية العارفين:٢/ ٩٣. (٢) مسألة رؤية الخضر، العبد الصالح مسألة خلافية بين فقهاء الأمة بين مؤيد لبقائه وبين رافض لهذه الفكرة. (٣) ترجمته في: القرشي، الجواهر المضية:٣/ ٣٩٧. (٤) المراغي: نسبة إلى مراغة: بلدة مشهورة عظيمة، أعظم وأشهر بلاد أذربيجان. ينظر: ياقوت الحموي، معجم البلدان:٤/ ٤٧٦؛ القرشي، الجواهر المضية (الأنساب) ٣١٢/ ٤.