من أهل بلخ، صحب شقيقا (٢) البلخي له في التوكل شأن عجيب، كنيته أبو محمد، وعنه أخذ علماء هذا الطريق وممن أنتفع به النخشبي (٣). وكان بينه وبين عصام (٤) بن يوسف البلخي الإمام مناظرات ومباحث وصحبة، أهدى عصام إلى حاتم (٥) مرة شيئا فقبله، فقيل له: لم قبلته؟ فقال: وجدت في أخذه ذلي وعزه، وفي رده عزي وذله فاخترت عزه على عزي، وذلي على ذله.
ويقال (٦): سبب صممه إن امرأة حضرت عنده تسأله عن شيء، فخرج منها ريح له صوت؛ فتصامم الشيخ لذلك فقال لها: أعيدي علي مسألتك فأعادت، فقال: ارفعي صوتك، فإني لا أسمع، فقالت: الحمد لله حيث لم يسمع مني الشيخ ذلك الحدث، إذ هو أصم فتصامم بعد ذلك إلى أن مات سنة سبع وثلاثين ومئتين.