الأقاويل، فقال: أما الإمام فقد أفتى بالفقه، والثوري بالورع، وأما شريك بالحزم فأضرب لكم مثلا. أن رجلا شك هل أنه أصاب ثوبه نجس أم لا؟ فقال الإمام: لا عليك قبل العلم بالنجاسة، والثوري قال: لو غسلته لا عليك، وأما شريك فقال: بل عليه، ثم اغسله. والله سبحانه وتعالى أعلم.
فصل في مناقب داود (١) الطائي (قدس سره)
هو كوفي، وأصله من خراسان.
وعن عبد الله بن داود (٢): سأله إسحاق عن أصحاب الإمام، فقال: أبو يوسف، ومحمد، وزفر، وداود، وعافية ألأودي وأسد بن عمرو، وعلي بن مسهر، ويحيى بن زائدة، والقاسم بن معن، ثم قال: لو أن داود وزن بأهل الأرض لوزنهم فضلا.
وعن عبد الله بن السايح (٣): أنه لما تعبد قال لنفسه: يا نفس أن طلبت الدنيا بالقرآن، أو الحديث، أو بالفقه، أو بالشعر، وأيام الناس فأنت أنت، أو ليس بعده الموت؟ ثم جاء إلى خطة (٤)، وقال: ليس شيء أجل من هذه الخطة خطها الفاروق
(١) ترجمته في، الصيمري، أخبار أبي حنيفة وأصحابه ١٠٩ - ١١٩؛ الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد:٨/ ٣٤٧ - ٣٥٥؛ أبو نعيم، حلية الأولياء:٧/ ٣٣٥ - ٣٦٧؛ الشيرازي، طبقات الفقهاء:١٣٥؛ ابن خلكان، وفيات الأعيان:٢/ ٢٥٩ - ٢٦٣؛ الذهبي، دول الإسلام:١١٠/ ١، العبر:١/ ٢٣٨، ميزان الاعتدال:٢/ ٢١: ابن كثير، البداية والنهاية:١٠/ ١٤٥؛ القرشي، الجواهر المضية:١٩٥،٢/ ١٩٤؛ ابن حجر، تقريب التهذيب، تحقيق: عبد الوهاب عبد اللطيف (د. ط، المكتبة العلمية، المدينة المنورة،١٣٩٥ هـ) ١/ ٢٣٤؛ وتهذيب التهذيب (د. ط، حيدرآباد. الهند؛١٣٢٥ هـ) ٣/ ٣؛ التميمي، الطبقات السنية:٣/ ٢٣٤ - ٢٣٨. ستأتي ترجمته ثانية برقم ٢٣٨. (٢) ينظر: الكردري، المناقب:١٨٩،٢/ ١٨٨. (٣) م. ن:٢/ ١٨٩. (٤) الخطة: موضع الحي. ينظر: الفيروزآبادي، لقاموس:١/ ٨٩٨.