روى الطحاوي (٣) عن بكار (٤) بن قتيبة، سمعت أبا عاصم النبيل، قال: كنا عند أبي حنيفة بمكة شرفها الله تعالى، وكثر عليه أصحاب الحديث، وأصحاب الرأي، فقال: ألا رجل يذهب إلى صاحب الربع، حتى يفرق هؤلاء عنا؟ فقلت له:
أنا أذهب إليه، ولكن بقي معي مسائل أحب أن أسألك عنها، قال: ادن فسل، فدنوت، فسألته وسأله غيري فأجابه [ونسيني](٥)، ثم كثر عليه، فقال: قد كان هاهنا فتى زعم أنه يذهب إلى صاحب الربع، فمن هو؟ قلت: أنا هو، فقال لي: ألا تذهب إليه كما زعمت؟ فقلت: يا أبا حنيفة، لم أقل إني أذهب الساعة، إنما قلت: أذهب بلا وقت انتخبته، ولا أردته، فذلك على وقت ما، فقال: أتحتال عليّ؟ إن مخاطبات الناس لا تقع على هذا. يريد إنما هي على الفور.
* أبو عاصم (٦) بن عبد الجبار
سئل هو وأبو داود الإمام ركن الدين: عن مديون اتخذ ضيافة لرب الدين، ثم قال: كنت اتخذت لك ضيافة من جهة ديني هل يصدق؟ قال: لا.