هاء (١) الثانية وهي الضمير من " تَشْتَهِيهِ ". وكذا إثبات ياء الإضافة من " يَاعِبَادِيَ لَا " بفتح الياء، كما قرئ به؛ وبسكونِها، وحذفِها في السبعة (٢) وقوله: " لَا " أي: التقييد بمصاحبة " لَا " كما نطق به، ولم يتعرضوا للألف منه فتكون ثابتة كما صرح به الجعبري (٣).
ومعنى البيت: رسم (٤) في الزخرف [آية: ٧١]: {وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ} بهاء بعد الياء كما نطق به و {يَاعِبَادِ لَا خَوْفٌ} فيها أيضًا [آية: ٦٨] بياء الإضافة كما نطق به أيضًا، وفي المصحف المكي والعراقي بحذفهما (٥) وقرئ في السبعة بحذفهما وإثباتهما (٦)، قال أبو عبيد في قوله:{تَشْتَهِيهِ}: "وبهاءين رأيته في الإمام"(٧).
ورسم قوله تعالى في الزخرف [آية: ١٩]{وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ} بحذف الألف في جميع الرسوم واختلف التلاوة في السبعة (٨) والله تعالى أعلم بالصواب.
(١) كذا في جميع النسخ التسع" إلاّ (بر ٣) ففيها "هذه". (٢) قال في الكشف ٢/ ٢٦٣: (قرأها أبو بكر بالفتح، ويقف بالياء، وأسكنها نافع وأبو عمرو وابن عامر، ويقفون بالياء، وحذفها الباقون في الوصل والوقف) وقال في النشر ٢/ ٣٧٠ حين ذكر قراءاتهم: ( … لأنها في مصاحف المدينة والشام ثابتة، وحذفها الباقون … لأنها كذلك في مصاحفهم). وانظر: الإقناع ٢/ ٧٦٢. (٣) انظر: الجميلة صـ ١٦٤. (٤) أي: في مصاحف المدينة والشام كما قال مكي في الكشف ٢/ ٢٦٢، والداني في المقنع صـ ١٠٧. (٥) أي: حذف الياء من " يَاعِبَادِ لَا " والهاء الثانية من " تَشْتَهِيهِ " وانظر: النشر ٢/ ٣٧٠ حيث قال عن قراءة الحذف: ( … وكذلك هو في مصاحف مكة والعراق). (٦) تقدم قريبًا ذكر قراءة السبعة في " يَاعِبَادِ لَا "، أما " تَشْتَهِيهِ " فقال في الكشف ٢/ ٢٦٢: (قرأ نافع وابن عامر وحفص بالهاء على الأصل لأنها تعود على الموصول … ولأنه بالهاء في مصاحف المدينة والشام، فاتبعوا الخط، وقرأ الباقون بغير هاء). وانظر: الإقناع ٢/ ٧٦١، والنشر ٢/ ٣٧٠، وزاد لقراءة الحذف؛ ( … وكذلك هو في مصاحف مكة والعراق). (٧) ذكره الداني في المقنع بسنده عنه صـ ١٠٧. (٨) فـ (قرأه الكوفيون وأبو عمرو " عِبَادُ " وقرأ الباقون "عِنْدَ" على أنه ظرف) اهـ من الكشف ٢/ ٢٥٦، والإقناع ٢/ ٧٦٠، والنشر ٢/ ٣٦٨.