(ومطرٌ يَبُلُّ الثيابَ، وتُوجدُ معه مشقَّةٌ) لأنَّ السنَّةَ لم تردْ بالجمعِ لذلك إلَّا في المغربِ والعشاءِ. رواه الأثرمُ. وروى النجَّادُ (١) بإسنادِه: أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- جمعَ بين المغربِ والعشاءِ في ليلةٍ مطيرةٍ (٢). وفعلَها أبو بكرٍ وعمرُ وعثمانُ. وأمرَ ابنُ عمرَ مناديَه في ليلةٍ باردةٍ، فنادَى: الصَّلاةُ في الرِّحالِ (٣). والوَحَلُ أعظمُ مشقَّةً من البَرْدِ، فيكونُ أوْلى. ويدلُّ عليه حديثُ ابنِ عباسٍ: جمعَ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- بالمدينةِ من غيرِ خوفٍ ولا مطرٍ (٤). ولا وجهَ يُحملُ عليه، مع عدمِ المرضِ إلَّا الوَحَلُ.
والمرادُ: وجودُ المشقَّةِ في الجملةِ، لا لكلِّ فردٍ من المصلِّين.
(١) في الأصل: "البخاري". وهو خطأ، والمثبت من "دقائق أولي النهى" ١/ ٦١٣. (٢) قال الألباني في "الإرواء" (٥٨١): ضعيف جدًا. وقد وقفتُ على إسناده، رواه الضياء المقدسي في "المنتقى من مسموعاته بمرو" (ق ٣٧/ ٢). (٣) أخرجه مسلم (٦٩٧). (٤) تقدم تخريجه قريبًا.