ويدل عليه صريحا: ما خَرَّجه الإمام الترمذي من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -، قال: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ - رضي الله عنه - يَوْمًا صَلاةَ العَصْرِ بِنَهَارٍ، ثُمَّ قَامَ خَطِيبًا فَلَمْ يَدَعْ شَيْئًا يَكُونُ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ إِلا أَخْبَرَنَا بِهِ، حَفِظَهُ مَنْ حَفِظَهُ، وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ - فذكر الحديث بطوله -، وقال في آخره: وَجَعَلْنَا نَلْتَفِتُ إِلَى الشَّمْسِ هَلْ بَقِيَ مِنْهَا شَيْءٌ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَلا إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا فِيمَا مَضَى مِنْهَا إِلا كَمَا بَقِيَ مِنْ يَوْمِكُمْ هَذَا فِيمَا مَضَى مِنْهُ». (١) وقال الترمذي: حديث حسن.
وخَرَّج الإمام أحمد من حديث ابن عمر، قال: عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَالشَّمْسُ عَلَى قُعَيْقِعَانَ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَقَالَ:" مَا أَعْمَارُكُمْ فِي أَعْمَارِ مَنْ مَضَى، إِلا كَمَا بَقِيَ مِنَ النَّهَارِ فِيمَا مَضَى مِنْهُ ". (٢)
ويشهد لذلك من الأحاديث الصحيحة: عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال:«بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ»، وَيَقْرُنُ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ، وَالْوُسْطَى. (٣) وهذا النصوص تدل على شدة اقتراب الساعة، كما دل عليه قوله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (١)} (٤)، وقوله - سبحانه وتعالى - {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (١)} (٥).
* * *
(١) أخرجه الترمذي في "سننه" (٢١٩١) ك/ الفتن، ب/ مَا جَاءَ مَا أَخْبَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَصْحَابَهُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ. (٢) أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (٥٩٦٦). (٣) أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه" (٨٦٧) ك/ الصلاة، ب/ تَخْفِيفِ الصَّلَاةِ وَالْخُطْبَةِ، عن جابر، وهو في "الصحيحين" عن أنس، وسهل، وغيرهما. (٤) سورة "القمر"، آية (١). (٥) سورة "الأنبياء"، آية (١).