وحاصله: أنَّه "ضعيف، يُعتبر به في المتابعات والشواهد". (١)
٤) عَبْدُ العَزِيز بن أبي بَكْرة، الثَّقَفِيُّ، البَصْرِيُّ، وقيل: عَبْدُ العزيز بن عبد الله بن أبي بَكْرَة.
روى عن: أبيه - رضي الله عنه -.
روى عنه: ابنه بكَّار، وسَوَّار بن داود أبو حمزة الصَّيْرفي، و عبد ربه بن عُبيد البصري، وغيرهم.
حاله: ذكره البخاري، وابن أبي حاتم، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا. وقال العجلي: تابعي ثقة. وذكره ابن حبَّان في "الثقات". وقال الذهبي: وُثّق. وقال ابن حجر: صَدُوقٌ. واستشهد به البخاري في "الصحيح". (٢)
٥) أبو بَكْرة نُفَيْع بن الحارث بن كَلَدَة بن عَمرو الثقفي، وقيل: اسمه مسروح، مشهورٌ بكنيته.
روى عن: النبي - صلى الله عليه وسلم -. روى عنه: ابنه عبد العزيز، وعبد الرَّحمن، والحسن البَصْري، وغيرهم.
صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإنما قيل له أبو بكرة لأنه تدلى إلى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِبَكْرةٍ من حصن الطائف، فكُنِّي أبا بكرة وأعتقه رسول الله يومئذ، وكان نادى مُنادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ أنَّ مَنْ نزل إليه من عَبيد أهل الطائف فهو حُرٌّ، فنزل نُفيْع هذا، فأعتقه - صلى الله عليه وسلم -، فكان يقول: "أنا مَوْلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ".
كان رجلًا صالحًا، ورِعًا، اعتزل يوم الجمل، ولمْ يقاتل مع واحدٍ من الفريقيْن، روى له الجماعة. (٣)
ثالثًا:- الحكم على الحديث:
مما سبق يَتَبَيَّن أنَّ الحديث بإسناد الطبرانيُّ "ضَعيفٌ"؛ لأجل بَكَّار بن عبد العزيز "ضَعيفٌ يُعتبر به".
[شواهد للحديث]
وللحديث شواهد لبعض أجزائه، نذكر مِنْ أمثلها ما يلي:
_ أخرج ابن ماجة في "سننه" (١٣٩٢)، ك/إقامة الصلاة، ب/ما جاء في الصلاة والسجدة عند الشكر، مِنْ طريق ابن لَهِيعَةَ، عن يزيد بن أبي حَبِيبٍ، عن عَمْرِو بن الوليد بن عَبْدَةَ السَّهْمِيِّ، عن أَنَسِ بن مَالِكٍ - رضي الله عنه -، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بُشِّرَ بِحَاجَةٍ فَخَرَّ سَاجِدًا. وسنده لا بأس به في الشواهد، فرجاله ثِقَاتٌ غير ابن لهيعة.
_ وورد فعل سجود الشكر عن بعض السلف - رضي الله عنهم -، مِنْهم: أبو بكر الصديق، وعلي بن أبي طالب، وكعب بن مالك - رضي الله عنهم -، وغيرهم، أكتفي بذكر ما أخرجه البخاري، ومسلمٌ في "صحيحيهما" في الحديث الطويل، في قصة توبة كعب بن مالك - رضي الله عنه -، وفيه: قال كعب بن مالك: سَمِعْتُ صَوْتَ صَارِخٍ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا كَعْب بن مَالِكٍ أَبْشِرْ، قَالَ:
(١) يُنظر: "العلل الكبير" للترمذي ٢/ ٩٧٦، "الجرح والتعديل" ٢/ ٤٠٨، "الثقات" ٦/ ١٠٧، "الكامل" ٢/ ٢١٧، "فتح الباري" لابن رجب ٧/ ١٢٤"التهذيب" ٤/ ٢٠١، "الكاشف" ١/ ٢٧٣، "تهذيب التهذيب" ١/ ٤٧٩، "التقريب، وتحريره" (٧٣٥).
(٢) يُنظر: "التاريخ الكبير" ٦/ ٩، "الثقات" للعجلي ٢/ ٩٦، "الجرح والتعديل" ٥/ ٣٩٨، "الثقات" لابن حبَّان ٥/ ١٢٢، "تهذيب الكمال" ١٨/ ١١٦، "الكاشف" ١/ ٦٥٤، "تهذيب التهذيب" ٦/ ٣٣٢، "التقريب" (٤٠٨٦).
(٣) يُنظر: "الاستيعاب" ٤/ ١٥٣٠، ١٦١٤، "أسد الغابة" ٥/ ٣٣٥، ٦/ ٣٥، "الإصابة" ١١/ ١٢٠.