عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ هَذِهِ الآيَةِ:{هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ}(١)، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّهَا كَائِنَةٌ، وَلَمْ يَأْتِ تَأْوِيلُهَا بَعْدُ»(٢).
* لا يُرْوَى هذا الحديثُ عن سَعْدٍ إلا بهذا الإسنادِ، تَفَرَّدَ به: أبو بكرُ بنُ أبي مريمَ.
أولًا:- تخريج الحديث:
• أخرجه الطبراني - رضي الله عنه - في "مسند الشاميين"(١٤٤٨) - ومن طريقه أبو العلاء الحسن بن أحمد العطَّار في "فُتيا وجوابها وذكر الاعتقاد وذم الاختلاف"(ص/٤١) -، قال: حدثنا أحمد بن خليد، به.
• وتَمَّام بن محمد في "فوائده" - كما في "الروض البسَّام"(١٣٣٨) -، من طريق أحمد بن خُليد، به.
• وأحمد في "مسنده"(١٤٦٦)، قال: حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع، به.
• ونُعيم بن حمَّاد في "الفتن"(٤٣ و ١٧٠٠)، والحسن بن عرفة في "جزئه"(٧٧) - ومن طريقه الترمذي في "سننه"(٣٠٦٦)، ك/التفسير، ب/سورة الأنعام، وابن أبي حاتم في "تفسيره"(٧٣٩٧)، وابن عساكر في "تاريخه"(٩/ ٣٦)، وابن جماعة في "مشيخته"(١/ ٣٥٧)، والذهبي في "معجم الشيوخ الكبير"(١/ ٢٦٤)، والسّبكي في "معجم الشيوخ"(١/ ١٠٩) -، وأبو يعلى في "مسنده"(٧٤٥)، والطبراني في "مسند الشاميين"(١٤٤٨)، كلهم من طُرُقٍ عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم، به.
ووقع عند الطبراني في "الشاميين" بلفظ: "إنَّهَا كَائِنَةٌ، وَلَمْ تَأْتِ بَعْدُ".
وقال الترمذي: حديثٌ غريب. (٣) وقال الذهبي: إسناده ضعيفٌ مِنْ قِبَل أبي بكر الغَسَّانيّ.
(١) سورة "الأنعام"، آية (٦٥). (٢) تأويلها هنا ليس بمعنى تفسيرها، إنمَّا المراد أي: لمْ يأتِ وقت ظهور حقيقة العذاب، ومصير المخاطبين، وما تؤول إليه عاقبتهم، ويدلّ على هذا المعنى رواية الطبراني في "مسند الشاميين" بلفظ: "إنها كائنة، ولمْ تأتِ بَعْد"، وإلى هذا المعنى ذهب ابن تيمية - رحمه الله - في "بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بِدَعهم الكلامية" (٨/ ٢٨٣). (٣) قال الترمذي: حديث غريب؛ هكذا نقله المزي في "تحفة الأشراف" (٣٨٥١)، وابن كثير في "تفسيره" (٣/ ٢٧٠) - وفيه: قال الترمذي: غريبٌ جدًّا، وبيَّن محققه: أنّ زيادة "جدًّا" في بعض نسخ "التفسير" -، والذهبي في "معجم الشيوخ" (١/ ٢٦٥)، وابن تيمية في "الأحاديث العوالي من جزء ابن عرفة" (٥). بينما في نسخة الشيخ/ أحمد شاكر؛ قال: الحديث حسنٌ غريب، وهكذا ذكره ابن كثير في "جامع المسانيد والسنن" (٣٨٣٠)، وكذلك العراقي في "طرح التثريب" (٣/ ١١٣)، و"كنز العمّال" (٢٩٨٠)، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" (٣/ ٢٨٤) إلى الترمذي، قال: وحسّنه. قلتُ: ولعلَّ الصواب هو الأول، والثاني خطأ من الناسخ، وذلك لضعف إسناده، لأجل لأبي بكر بن أبي مريم ضعيف.