- وَقَال مُحَمَّد بن سعد: كَانَ قد لزم مالك بن أَنَس لزومًا شديدًا لا يُقَدِّم عليه أحدا، وهُوَ دون مَعْنٍ. وَقَال الآجري، عَن أبي دَاوُد: سمعت أحمد يَقُول: كَانَ عَبد اللَّهِ بن نافع أعلم الناس برأي مالك وحديثه، كان يحفظ حديث مالك كله، ثم دخله بأخرة شك.
- وحاصله ما قال الحافظ ابن حجر: "ثِقَةٌ صحيحُ الكتاب، في حفظه لين". (١)
٤) مالك بن أنس: "إمام دار الهجرة، رأس المُتْقِنين، وكَبير المُتَثَبِّتِين"، تقدَّم في رقم (٨٠).
٥) نافع مولى ابن عُمر: "ثِقَةٌ، ثَبْتٌ، فَقيهٌ، مَشْهور"، تَقدَّم في الحديث رقم (٢٩).
٦) عَبْد الله بن عُمر بن الخَطَّاب - رضي الله عنه -: "صحابيٌّ، جَليلٌ، مُكْثرٌ"، تَقدَّم في الحديث (٦).
ثالثاً: - الحكم على الحديث:
مِمَّا سبق يتضح أنَّ الحديث بإسناد الطبراني "ضعيفٌ"، لأجل مَرْوان بن أبي مَرْوان "مجهول الحال"، وقد انفرد به. قال البيهقي في " السنن الكبرى": وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا فِي دُخُولِهِ مِنْ بَابِ بَنِي شَيْبَةَ، وَخُرُوجِهِ مِنْ بَابِ الْخيَّاطِينَ وَإِسْنَادُهُ غَيْرُ مَحْفُوظٍ. (٢) وقال ابن المُلقِّن (٣): فِي إِسْنَاده عبد الله بن نَافِع وَقد ضَعَّفُوهُ. وبه أيضاً قال ابن حجر (٤). وقال الهيثميُّ: فِيهِ مَرْوَانُ بْنُ أَبِي مَرْوَانَ قَالَ السُّلَيْمَانِيُّ: فِيهِ نَظَرٌ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ. (٥)
قلتُ: مَرْوان سبقت ترجمته، والأقرب أنَّه ليس هو مَنْ ضَعفه السُّلَيْمانيُّ كما سبق.
شواهدٌ للحديث:
- أخرج ابن خُزيمة، والبيهقي بسندٍ صحيحٍ، عن ابن عَبَّاسٍ " أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا قَدِمَ فِي عَهْدِ قُرَيْشٍ دَخَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مَكَّةَ مِنْ هَذَا الْبَابِ الأَعْظَمِ، وَقَدْ جَلَسَتْ قُرَيْشٌ مِمَّا يَلِي الْحَجَرَ ". قال النووي: إسناده صحيح. (٦)
- وقال البيهقي في "الكبرى": وَرُوِّينَا عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: يَدْخُلُ الْمُحْرِمُ مِنْ حَيْثُ شَاءَ، قَالَ: وَدَخَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ بَابِ بَنِي شَيْبَةَ وَخَرَجَ مِنْ بَابِ بَنِي مَخْزُومٍ إِلَى الصَّفَا. وَهَذَا مُرْسَلٌ جَيِّدٌ. (٧)
رابعاً: - النظر في كلام المُصَنِّف - رضي الله عنه - على الحديث:
قال المُصَنِّف - رضي الله عنه -: لَمْ يَرْوِه عَنْ مَالِكٍ إِلَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، تَفَرَّدَ بِهِ: مَرْوَانُ.
قلتُ: مِمَّا سبق يَتَّضح صحة ما قاله المُصَنِّف - رضي الله عنه -.
خامساً: - التعليق على الحديث:
قال ابن قدامة: ويُسْتَحب لمن أراد دخول مكة أن يغتسل، ويدخلها من أعلاها من ثنية كَدَاء، ويخرج من أسفلها، ويُسْتحب أن يدخل المسجد من باب بني شيبة. (٨)
(١) يُنظر: "التاريخ الكبير" ٥/ ٢١٣، "الثقات" للعِجْلي ٢/ ٦٣، "الجرح والتعديل" ٥/ ١٨٣، "الثقات" ٨/ ٣٤٨، "الكامل" ٥/ ٣٩٨، "تهذيب الكمال" ١٦/ ٢٠٨، "الكاشف" ١/ ٦٠٢، "تهذيب التهذيب" ٦/ ٥٢، "التقريب" (٣٦٥٩).
(٢) يُنظر: "السنن الكبرى" (٥/ ١١٧).
(٣) يُنظر: "البدر المُنير" (٦/ ١٧٨).
(٤) يُنظر: "التلخيص الحبير" (٢/ ٤٦٤/١٠١١).
(٥) يُنظر: "مجمع الزوائد" (٣/ ٢٣٨).
(٦) يُنظر: "المجموع" (٨/ ١٠).
(٧) يُنظر: "السنن الكبرى" (٥/ ١١٧).
(٨) يُنظر: "الكافي في فقه الإمام أحمد" (٢/ ٤٠٤)، "المغني" (٥/ ٢١٠).