عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، يَقُولُ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، دَعَا اللَّهُ عَبْدًا مِنْ عَبِيدِهِ، فَيُوقَفُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَيَسْأَلُهُ عَنْ جَاهِهِ (٢)، كَمَا يَسْأَلُهُ عَنْ مَالِهِ».
* لم يَرْوِ هذا الحديث عن عَبْدِ اللَّهِ بن دينارٍ إلا سُلَيْمَانُ بن بلالٍ، تَفَرَّدَ به: يُوسُفُ بن يُونُسَ.
أولًا:- تخريج الحديث:
• أخرجه الطبراني في "الصغير"(١٨) - ومن طريقه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب والترهيب"(١١٨١)، وابن العديم في "تاريخ حلب"(٢/ ٧٣١)، وهذا الحديث هو ممّا انتقاه ابن مَرْدَويه في "انتقاءه على الطبراني من حديثه لأهل البصرة"(ص/٢٠١، برقم ٩٥) -، قال: حدثنا أحمد بن خُليد (٣)، به.
- وأبو بكر الدَّيْنُوري في "المجالسة وجواهر العلم"(١١) - ومن طريقه ابنُ العديم في "تاريخ حلب"(٢/ ٧٣٢) -، وابن حبَّان في "المجروحين"(٣/ ١٣٧) - ومن طريقه ابن الجَوزي في "الموْضوعات"(٢/ ١٦٨) -، وأبو القاسم تمَّام بن محمد في "فوائده" - كما في "الروض البسَّام"(١٧٤٩) -، والخطيب في "تاريخ بغداد"(٨/ ٦٦٨)، وفي "الفصل للوصل المُدْرَج في النَّقل"(٢/ ٨٠٢) - ومن طريقه ابن الجوْزيّ في "العلل المتناهية"(١٥٣٤) -، ويحيى بن الحسين الشجري في "الأمالي الخُميْسية"(٢/ ١٧٥)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(٥١/ ١٧١)، كلهم من طرقٍ، عن أحمد بن خُليدٍ، به.
وقال ابن حبَّان: وهذا لا أصل له من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وقال الخطيب البغدادي في "تاريخه": هذا الحديث غريبٌ جدًّا، لا أَعْلَمُهُ يُرْوى إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به أحمد بن خُليْد. قلتُ: وقوْله: "تفرّد به أحمد بن خُليد": سيأتي تفنيده، عند النظر في كلام المصنف - رضي الله عنه -.
وقال في "المدرج": وهذا الحديث لا يَثْبُت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بوجهٍ من الوجوه. ثمّ ذكرَ توْثيقه لرجال الإسناد،
(١) المُسْتَمْلِي: بضم الميم، وسكون السِّين، وفتح التَّاء، يُقَال هذا لمن يستملي على العلمَاء. "اللباب" (٣/ ٢٠٩). (٢) الجاه: هو القدْر والمنزلة. قاله الجوهري في "الصِّحاح" (٦/ ٢٢٣١). (٣) في المطبوع من "المعجم الصغير" أحمد بن خالد، وهو خطأ، والصواب ما أثبته - كما هو في "الأوسط" - ويؤكد ذلك أنّ أبا القاسم الأصبهاني، وابن العديم قد رويا هذا الحديث من طريق المصنف، وفيه: أحمد بن خُليْد. وكذلك الهيثمي ذكره في "مجمع البحرين" (٤٧٨٦)، وعزاه إلى الطبراني في "الصغير"، دون "الأوْسط" في كتابه "مجمع الزوائد" (١٠/ ٣٤٦)، وفي الأول، منهما: أحمد بن خُليْد. قلتُ: وزاد المصنف في "الصغير"، فقال: حدثنا أحمد بن خُليْد - على الصواب - الحلبي، أبو عبد الله بحلب سنة ثمان وسبعين ومائتيْن [٢٧٨]. وهذه الزيادة هي كذلك في "مجمع البحرين" مما يدلّ على أنَّه نقله من "الصغير"، ويزيد ذلك تأكيدًا أنَّه عزاه في "مجمع الزوائد" - كما ذكرتُ - إلى الطبراني في "الصغير"، دون "الأوْسط".