وَهُوَ الَّذِي اخْتَارَهُ بَعْضُ أَهْلِ العِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، مِنْهُمْ: عُمَرُ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَعَائِشَةُ، وَأَنَسٌ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ التَّابِعِينَ: تَعْجِيلَ صَلَاةِ العَصْرِ وَكَرِهُوا تَأْخِيرَهَا.
وبه يقول عبدُ اللهِ بن المُبَارك، والشَّافِعِيُّ، وأحمدُ، وإسحاقُ. (١)
_ وأخرج البخاري في "صحيحه"(٢٤٨٥)، ك/الشركة، ب/الشَّرِكَة في الطَّعَامِ وَالنِّهْدِ وَالعُرُوضِ، ومُسلمٌ في "صحيحه"(٦٢٥)، ك/الصلاة، استحباب التبكير بالعصر، عن رَافِعَ بن خَدِيجٍ - رضي الله عنه -، قال:«كُنَّا نُصَلِّي الْعَصْرَ مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ تُنْحَرُ الْجَزُورُ، فَتُقْسَمُ عَشَرَ قِسَمٍ، ثُمَّ تُطْبَخُ، فَنَأْكُلُ لَحْمًا نَضِيجًا قَبْلَ مَغِيبِ الشَّمْسِ».
رابعاً: - النظر في كلام المُصَنِّف - رضي الله عنه - على الحديث:
قال المُصَنِّف - رضي الله عنه -: لم يَرْوِ هذا الحديث عن يحيى إلا عبد اللَّه.
قلتُ: مِمَّا سبق في التخريج يَتَبَيَّن صحة ما قاله المُصَنِّف - رضي الله عنه -.
وقد وافقه على ذلك الإمام ابن عدي، فقال - بعد أنْ أخرج الحديث -: وهذا الحديثُ لا يَرْوِيه، عن يحيى بن سَعِيد غير عبد الله بن ميمون. (٢)
* * *
(١) يُنظر: "سنن الترمذي" عقب الحديث رقم (١٥٩). (٢) يُنظر: "الكامل" لابن عدي (٥/ ٣١٣).