[٢٠٦/ ٦٠٦]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، قَالَ: نا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنْ حَبِيبِ أَبِي مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْفَرَزْدَقَ بْنِ غَالِبٍ، يَقُولُ:
لَقِيتُ أَبَا هُرَيْرَةَ بِالشَّامِ، فَقَالَ لِي: أَنْتَ الْفَرَزْدَقُ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ.
فَقَالَ: أَنْتَ الشَّاعِرُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ.
فَقَالَ: أَمَا إِنَّكَ إِنْ بَقِيتَ لَقِيتَ قَوْمًا يَقُولُونَ: لا تَوْبَةَ لَكَ، فَإِيَّاكَ أَنْ تَقْطَعَ رَجَاءَكَ مِنَ اللَّهِ (١).
* لم يَرْوِ هذا الحديثَ عن الفَرَزْدَقِ إلا حَبِيبٌ، تَفَرَّدَ بِهِ: صَالِحٌ الْمُرِّيُّ.
أولًا: - تخريج الحديث:
• أخرجه أبو نُعيم في "المنتخب مِنْ كتاب الشعراء" (ص/٣٠)، عن سُليمان بن أحمد الطبرانيّ، به.
• وابن أبي الدنيا في "التوبة" (٢٠٤)، مِنْ طريق عبد العزيز بن السَّريّ؛ وابن حبَّان في "الثقات" (٦/ ١٨٠)، وأبو نُعيم في "الحلية" (٦/ ١٥٥)، مِنْ طريق الخصيب بن ناصح الحارثيّ؛ وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (١٢/ ٤٧)، مِنْ طريق المنهال بن عَمَّار بن عُمَر بن سلمة.
ثلاثتهم (عبد العزيز، والخصيب، والمنهال) عن صالح المُرِّيّ، عن حبيب أبي محمد البصريّ، بنحوه.
ثانيًا: - دراسة الإسناد:
١) أحمد بن القاسم بن مُسَاوِر، الجَوْهَرِيُّ: "ثِقَةٌ"، تَقَدَّم في الحديث رقم (١٠١).
٢) خالد بن خِدَاش بن عَجْلان الأَزْدِيُّ: "ثِقَةٌ"، تَقَدَّم في الحديث رقم (١٠٨).
٣) صَالِحُ بْنُ بَشِيرٍ، أَبُو بِشْرٍ المُرِّيُّ، الوَاعِظُ: "ضَعيفٌ"، تَقَدَّم في الحديث رقم (١٦٢).
٤) حبيب بن محمد، ويُقال: ابن عيسى، أبو محمد العجمي، البصريُّ الزَّاهد، أَصله من فَارس.
روى عن: الفرزدق الشاعر، والحسن، ومحمد بن سيرين، وآخرين.
روى عنه: صالح المُرِّيّ، وجعفر بن سُلَيْمَان، ومُعْتَمر بن سُلَيْمَان، وآخرون.
حاله: قال أحمد، وأبو المظفر السَّمعانيّ: ثِقَةٌ. وقال ابن حبَّان: كان عابدًا فاضلًا ورعًا تقيًا مِنْ المجابين الدعوة في الأوقات. وقال ابن عبد البر: ثِقَةٌ وفوق الثِّقَةِ، ولكنَّه قليل الحديث. وقال الذهبيُّ: ما علمت فيه جرحًا، وإنما ذكرته لئلا يلحق بالزُّهاد الذين يَهِمُون في الحديث. وقال ابن حجر: ثِقَةٌ عابدٌ. (٢)
(١) هكذا بالأصل، والحديث في "مجمع البحرين" برقم (٤٧٣٣)، وفيه: فَإِيَّاكَ أَنْ تَقْطَعَ رَجَاءَكَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ.
(٢) يُنظر: "الثقات" ٦/ ١٨٠، "تاريخ دمشق" ١٢/ ٤٥، "التهذيب" ٥/ ٣٨٩، "إكمال التهذيب" ٣/ ٣٧٣، "تهذيب التهذيب" ٢/ ١٨٩، "الميزان" ١/ ٤٥٧، "التقريب" (١١٠٤).