٥) فاطمة الزهراء، بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، زوجة علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، أمُّ الحسنين.
روت عن: النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وروى عنها: مهاجر بن ميمون - ولعله لم يسمع منها-، وعائشة أم المؤمنين، وأنس بن مالك، وغيرهم.
وهي سيدة نساء العالمين في زمانها، البَضْعة النبوية، والجهة المُصْطفوية، التي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُحبُّها ويُكرمها ويَسِرُّ إليها، ومناقبها غزيرةٌ؛ منها: ما أخرجه البخاري ومسلم من حديث المِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ - رضي الله عنه -، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: «فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي، فَمَنْ أَغْضَبَهَا أَغْضَبَنِي». (١) أخرج لها الجماعة. (٢)
ثالثًا:- الحكم على الحديث:
- مما سبق يَتَبَيَّنُ أنَّ الحديث بإسناد الطبراني "ضعيف"؛ لأجل مُهَاجِر بن مَيْمُون "مجهول الحال"، ولعلّه لم يسمع من فاطمة لتقدُّم وفاتها - فقد اختُلف في سنة وفاتها، وأعلى مدة في ذلك: أنَّها تُوُفيت بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - بستة أشهر- فهو منقطع.
قال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" من طريق مُهَاجر بن ميمون عن فاطمة، ولم أعرفه، ولا أظنه سَمِع منها، وبقية رجاله ثقاتٌ. (٣) وقال الشوكاني: إسناد رجاله ثقات غير مَيْمُون بن مهاجر فإنه لا يُعْرَف. (٤)
وقال ابن رجب الحنبلي في "تفسيره": إسناده منقطع. (٥) وكذلك قال السيوطي: إسناده منقطع. (٦)
[شواهد للحديث]
• يشهد لأوله "فِي بَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ، لا لَغْوٌ فِيهِ ولا نَصَبٌ" ما جاء في "الصحيحين"؛ من ذلك:
• ما أخرجه البخاري ومسلم في "صحيحيهما" من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بَشِّرُوا خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ مِنَ الجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لَا صَخَبَ فِيهِ، وَلَا نَصَبَ». (٧)
• وفي "الصحيحين" أيضًا من حديث عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، مَا غِرْتُ عَلَى
(١) أخرجه البخاري (٣٧٦٧) ك/فضائل الصحابة، ب/مناقب فاطمة، وبرقم (٣٧١٤) ك/فضائل الصحابة، ب/مناقب قرابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومنقبة فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم -. ومسلمٌ (٢٢٤٤٩) ك/فضائل الصحابة، ب/فضائل فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(٢) يُنظر: "تهذيب الكمال" ٣٥/ ٢٤٧، "السير" ٢/ ١١٨، "الاستيعاب" ٤/ ١٨٩٣، "أسد الغابة" ٧/ ٢١٦، "الإصابة" ١٤/ ٨٧.
(٣) يُنظر: "مجمع الزوائد" (٩/ ٢٢٣).
(٤) يُنظر: "دُرّ السحابة في مناقب القرابة والصحابة" (ص/٣١٣).
(٥) يُنظر: "تفسير ابن رجب" (١/ ٢٤٩).
(٦) يُنظر: "شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور" (ص/٢٥٢).
(٧) أخرجه البخاري في "صحيحه" (١٧٩١) ك/العمرة، ب/متى يحل المعتمر، وبرقم (٣٨١٩) ك/مناقب الأنصار، ب/تزويج النبي - صلى الله عليه وسلم - خديجة. ومسلمٌ في "صحيحه" (٢٤٣٣/ ١، ٢) ك/فضائل الصحابة، ب/فضائل خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها.