[٢٨/ ٤٢٨]- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خُلَيْدٍ، قَالَ: نا يُوسُفُ بْنُ يُونُسَ الأَفْطَسُ (١)، قَالَ: نا عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلاةَ، قَالَ: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ»، مِثْلَ قَوْلِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -.
* لم يَرْوِ هذا الحديثَ عن خُصَيْفٍ إلا عَتَّابٌ، تَفَرَّدَ به: يوسف بن يونس.
هذا الحديث مداره على أبي عُبيدة بن عبد الله بن مسعود، واختُلف عليه من وجهيْن:
الوجه الأول: عن أبي عُبيدة، عن عبد الله بن مسعود (موْقوفًا).
الوجه الثاني: عن أبي عُبيدة، عن عبد الله بن مسعود (مرفوعًا).
وتفصيل ذلك كالآتي:
أولًا:- الوجه الأول: عن أبي عُبيدة، عن عبد الله بن مسعود (موْقوفًا).
أ) تخريج الوجه الأول:
• أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٢٣٩١)، قال: نا عبد السلام بن حرب المُلَائي، عن خُصيف بن عبد الرحمن، عن أبي عُبيدة، به، مطولًا، بلفظ: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ، ولا إِلَهَ غَيْرُكَ».
ب) دراسة إسناد الوجه الأول (إسناد الطبراني):
١) أحمد بن خُلَيْد: "ثِقَةٌ"، تَقَدَّم في الحديث رقم (١).
٢) يُوسُفُ بن يُونُس الأَفْطَس الطَرَسُوسِيُّ.
روى عن: مالك بن أنس، وعَتَّاب بن بَشير، وسُليمان بن بلال، وغيرهم.
روى عنه: أحمد بن خُليد، ومحمد بن عوف الحمصي، وأحمد بن يحيى، وآخرون.
حاله: قال ابن حبَّان: شيخٌ يَروي عن سليمان بن بلال ما ليس من حديثه، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، ثم ذكر له حديثًا (٢)، وقال: وهذا لا أصل له من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم -. وقال ابن عدي: كل ما روى عن الثقات مُنْكَرٌ. وتردَّد الذهبي في "تاريخ الإسلام" فقال: وثَّقه الدَّارقطني، وليَّنه ابن عدي. وفي "الميزان": نقل توثيق الدَّارقطني، وذكر له حديث النهي عن الإخصاء، وحديث السؤال عن الجاه، ثُمَّ قال: من يَروي مثل هذين الخَبَريْن ليس بثقةٍ ولا مَأمُونٍ. (٣) ولم يتعقَّبه الحافظ ابن حجر في "اللسان" فهو بمثابة المقر له. ولم
(١) الأَفْطَس: بِفَتْح الألف، وَسُكُون الفَاء، وفتح الطَّاء المهملة، وفي آخرهَا السِّين المهملة، هذه الصّفة من عُيُوب الْأنف وَهُوَ الَّذِي لَا يكون مرتفعا مثل أنف الأتراك. "اللباب" (١/ ٨٠).
(٢) هذا الحديث أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط"، في السؤال عن الجاه، وسيأتي بإذن الله - عز وجل - برقم (٤٨).
(٣) سبق في الحديث الماضي أنْ أشرتُ بالدليل أنَّ الإمام الذهبي ألَّف كتابه "تاريخ الإسلام"، قبل تأليفه لكتاب "الميزان".