٥) الفَرَزدَق - واسمه همام - بن غالب، أَبو فِرَاس، الشاعر، المُجاشِعِيُّ، التَّمِيمِيُّ.
روى عن: أبي هريرة، وعبد الله بن عُمر، وأبي سعيدٍ الخدريّ - رضي الله عنهم -، وآخرين.
روى عنه: حبيب أبو محمد البصريّ، وخالدٌ الحَذَّاء، وابن أبي نجيح، وآخرون.
حاله: قال ابن حبَّان: روى أحاديث يسيرة، وكان ظاهر الفسق، هَتَّاكًا للحرم، قَذَّافًا للمُحْصَنَات، ومن كان فيه خصلة من هذه الخصال استحق مجانبة روايته على الأحوال. (١)
٦) أبو هريرة الدُّوسيّ - رضي الله عنه -: "صحابيٌّ جليلٌ، مِنْ المُكْثرين"، تَقَدَّم في الحديث رقم (٦).
ثالثًا: - الحكم على الحديث:
مِمَّا سبق يَتَبَيَّنُ أنَّ هذا الأثر "ضَعيفٌ"، لأجل صالح المُرِّيّ "ضَعيفٌ"، والفرزدق كان "ظاهر الفسق".
وقال الهيثميُّ: رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه صالح المُرِّيّ، وهو ضعيفٌ في الحديث. (٢)
وقال ابن عسكر: شهد الحسن جنازة أبي رجاء العطاردي على بغلة، والفرزدق معه على بعيره، فقال له الفرزدق: يا أبا سعيد، يستشرفنا الناس، فيقولون: خير الناس، وشر الناس، فقال الحسن: يا أبا فراس، كم أشعث أغبر ذي طمرين لو أقسم على الله لأبره، ذاك خير من الحسن، وكم من شيخ مشرك أنت خير منه يا أبا فراس، قال: الموت يا أبا سعيد، قال له الحسن: وما أعددت له يا أبا فراس؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة، قال: إن للا إله إلا الله شروطًا، فإياك وقذف المحصنة، يا أبا فراس كم من محصنة قد قذفتها، فاستغفر الله، قال: فهل من توبة أبا سعيد؟ قال: نعم. (٣)
رابعًا: - النظر في كلام المُصَنِّف - رضي الله عنه - على الحديث:
قال المُصَنِّف - رضي الله عنه -: لم يَرْوِ هذا الحديثَ عن الفَرَزْدَقِ إلا حَبِيبٌ، تَفَرَّدَ بِهِ: صَالِحٌ الْمُرِّيُّ.
قلتُ: مِمَّا سبق في التخريج يَتَبَيَّنُ صحة ما قاله المُصَنِّف - رضي الله عنه -، ولم أقف على ما يدفعه، والله أعلم.
* * *
(١) يُنظر: "التاريخ الكبير" ٧/ ١٣٩، "الجرح والتعديل" ٧/ ٩٣، "المجروحين" ٢/ ٢٠٤، "تاريخ دمشق" ٧٤/ ٤٨.
(٢) يُنظر: "مجمع الزوائد" (١٠/ ٢١٤).
(٣) يُنظر: "تاريخ دمشق" (٧٤/ ٦٥).