قلتُ:"وإسناده حسن - إن شاء الله - عز وجل - "؛ لأجل إبراهيم بن ميمون الصائغ، قال الحافظ ابن حجر:"صدوقٌ". (١) وأما أبو خالد، قال ابن القيم: أبو خالد هذا مجهول. (٢)
قلتُ: لعله - إن شاء الله - عز وجل -: عنبسة بن سعيد بن العاص بن سعيد القرشي، فهو الذي يروي عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -، ويُقال له: أبو خالد. قال ابن حجر في "التقريب": "ثقة". (٣)
• وأخرجه القاسم بن سلَّام في "الطهور"(٣١٣)، وأبو داود في "سننه"(١٤٥)، ك/الطهارة، ب/تخليل اللحية - ومن طريقه البيهقي في "الكبرى"(٢٤٧)، والبغوي في "شرح السنة"(٢١٥) -، وأبو يعلى في "مسنده"(٤٢٦٩)، وتمَّام بن محمد في "فوائده" - (الروض/١٧٦) -، والمزي في "التهذيب"(٣١/ ١٣).
كلهم من طرقٍ، عن أَبِي الْمَلِيحِ الحسن بن عُمر الرَّقّي، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ زَوْرَانَ (٤)، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه -، قَالَ: وَضَّأْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَلَمَّا غَسَلَ وَجْهَهُ، أَخَذَ كَفًّا مِنْ مَاءٍ فَأَدْخَلَهُ مِنْ تَحْتِ لِحْيَتِهِ، فَخَلَّلَ لِحْيَتَهُ، ثُمَّ قَالَ:«هَكَذَا أَمَرَنِي اللَّهُ»، أَوْ قَالَ:«هَكَذَا أَمَرَنِي رَبِّي». واللفظ للقاسم بن سلَّام، والباقون بنحوه.
قلت: وإسناده صحيح إلى الوليد بن زَوْران؛ أمَّا الوليد: فقد روى عنه جماعةٌ من الثقات، منهم: أبو المليح، وجَعْفر بن بُرْقان، وحجَّاج بن حجَّاج الباهلي، وغيرهم - فارتفعت بذلك عنه جهالة عينه -، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير"، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وابن حبَّان في "الثقات" - ولم يوثقه بالعبارة -، وقيل للإمام أحمد: الوليد بن زَوْران؟ فقال: هذا يُحَدِّثُ عنه أبو المليح فمالي به تلك المعرفة. وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة - قلتُ: لعله قال ذلك باعتبار ذِكْر ابن حبَّان له في "الثقات" -؛ لكنه قال في "الميزان": ما هو بحجة، مع أنَّ ابن حبَّان وَثَّقه. وقال ابن حجر في "التقريب": لَيِّن الحديث. وقال في "التلخيص الحبير": مجهول الحال. وقال في "النكت" - بعد أن ذكر الحديث بهذا الإسناد -: إسناده حسن؛ لأن الوليد وَثَّقه ابن حبَّان، ولم يُضعّفه أحد. (٥)
فالحاصل في ابن زوران هذا؛ أنّه: إن لم يكن مجهول الحال - وهو الأقرب -؛ فهو لَيِّن الحديث، يُحسن
(١) يُنظر: "التقريب" (٢٦١). (٢) يُنظر: "تهذيب السنن" ١/ ٢٣٤. (٣) يُنظر: "تهذيب الكمال" ٢٢/ ٤٠٨، "التقريب" (٥٢٠١). (٤) قال الحافظ ابن حجر في "التقريب" (٧٤٢٣): ابن زَوْران؛ بزايٍ ثم واو، ثم راء، وقيل: بتأخير الواو. وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" ٨/ ١٤٤، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل ٩/ ٤: الوليد بن زروان؛ بزايٍ ثم راءٍ، ثم واو. ويُنظر: "الإكمال" لابن ماكولا ٤/ ١٩٤، و"توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين ٤/ ٣١٧، و"تبصير المنتبه" لابن حجر ٢/ ٦٤٦. (٥) يُنظر:"التاريخ الكبير" ٨/ ١٤٤، "الجرح والتعديل" ٩/ ٤، "الثقات" لابن حبان ٧/ ٥٥٠، "تهذيب الكمال" ٣١/ ١٢، "الكاشف" ٢/ ٣٥١، "الميزان" ٤/ ٣٣٨، "تهذيب التهذيب" ١١/ ١٣٣، "التقريب" (٧٤٢٣)، "التلخيص الحبير" ١/ ١٤٩، "النكت على ابن الصلاح" بتحقيق/ ربيع بن هادي، ط/ دار الراية ١/ ٤٢٣، "تهذيب السنن" لابن القيّم ١/ ٢٢٣. وقد ذكره الحافظ ابن حجر في "النكت" في معرض التمثيل لتقوية الحديث الحسن بما هو مثله في الدرجة.