للحجر، وهو فعل من أَفعَال الله عز وَجل، سَمَّاهُ يَمِينا وَنسبه إِلَى نَفسه وَأمر النَّاس باستلامه ومصافحته، ليظهر طاعتهم بالائتمار وتقربهم إِلَى الله عز وَجل فَيحصل لَهُم بذلك البركَة والسعادة. (١)
وقال العجلوني: ومعناه كما قال المحب الطبري: أن كل ملك إذا قدم عليه قبلت يمينه، ولما كان الحاج والمعتمر يسن لهما تقبيله نزل منزلة يمين الملك على سبيل التمثيل ولله المثل الأعلى؛ ولذلك من صافحه كان له عند الله عهد كما أن الملك يعطي العهد بالمصافحة. (٢)
بينما قال ابن تيمية: الحديث صريحٌ في أن الحجر الأسود ليس هو صفة لله، ولا هو نفس يمينه، لأنه قال:"يَمِينُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ في الأرْضِ"، وقال:"فَمَن قَبَّلَهُ وَصَافَحَهُ فَكَأَنَّمَا صَافَح الله وَقَبَّل يَمِيْنَه"، ومعلوم أن المشبّه غير المشبَّه به، ففي نص الحديث بيان أن مستلمه ليس مصافحاً لله، وأنَّه ليس هو نفس يمينه، فكيف يجعل ظاهره كفراً، وأنَّه محتاج إلى التأويل! مع أن هذا الحديث إنَّما يُعرف عن ابن عباس. (٣)
وقال الألباني: يُغْنينا عن ذلك كله التنبيه على ضعف الحديث، وأنه لا داعي لتفسيره أو تأويله؛ لأن التفسير فرع التصحيح كما لا يخفى. (٤)