وإنَّما قال النبيُّ ﷺ ذلك؛ للتنبيهِ على عِظَمِ حقِّها، ووجوبِ الرحمةِ بها؛ فإِنَّ أخلاقَ العظماءِ تتَّضحُ مع نسائِهم؛ كما قال ﷺ:(خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِه، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي)(٣) فإِنَّ كلَّ أحدٍ يستطيعُ تصنُّعَ الخُلُقِ الحسَنِ مع الغُرَباء، ولكنْ تَظهَرُ الأخلاقُ مع الأهلِ؛ لأن الخُلُقَ الدائمَ لا يُمكِنُ أن يُتصنَّعَ.
اختُلِفَ في الشاهدِ الذي شَهِدَ على امرأةِ العزيزِ:
فمنهم مَن قال: إنَّه صبيٌّ نَطَقَ في مَهْدِه؛ وهذا رُوِيَ عن ابنِ عبَّاسِ (٤)، وسعيدِ بنِ جُبيرٍ (٥)، والحسنِ (٦).
ومنهم مَن قال: إنَّه مِن غيرِ الإنس، وبهذا قال مجاهدٌ (٧).
(١) أخرجه الترمذي (١١٦٣)، والنسائي في "السنن الكبرى" (٩١٢٤)، وابن ماجه (١٨٥١). (٢) أخرجه سعيد بن منصور في "سنته" (٥٩١). (٣) أخرجه الترمذي (٣٨٩٥). (٤) "تفسير الطبري" (١٣/ ١٠٧)، و"تفسير ابن أبي حاتم" (٧/ ٢١٢٨). (٥) "تفسير الطبري" (١٣/ ١٠٥)، و"تفسير ابن أبي حاتم" (٧/ ٢١٢٨). (٦) " تفسير ابن أبي حاتم" (٧/ ٢١٢٨). (٧) "تفسير الطبري" (١٣/ ١١١)، و"تفسير ابن أبي حاتم" (٧/ ٢١٢٨).