ومنها: أنَّ المساجدَ مختصَّةٌ بحِصْنِها مِن الشَّيْطان، وشهودُ الملائكةِ فيها ليس كغيرِها؛ وذلك لفضل المكانِ وفضلِ عُمَّارِه، وقد قال عبدُ الرحمنِ بن مَعْقِلٍ:"كُنَّا نَتَحَدَّثُ أنَّ المَسْجِدَ حِصْنٌ حَصِينٌ مِنَ الشَّيْطَانِ"؛ رواهُ ابن أبي شَيْبةَ (٣).
وقد جعَلَها النبيُّ ﷺ ملجَأَ المؤمنينَ مِن الشيطانِ؛ كما رُوِيَ عندَ أحمدَ؛ من حديثِ مُعاذِ بنِ جبل؛ أنَّ النَّبيَّ ﷺ قال: (إِنَّ الشَّيْطَانَ ذِئْبُ الإِنْسَانِ كَذِئْبِ الْغَنَمِ؛ يَأْخُدُ الشَّاةَ الْقَاصِيَةَ وَالنَّاحِيَةَ؛ فَإِيَّاكمْ وَالشِّعَابَ،
(١) أخرحه عبد الرزاق في "المصنف" (٢٠٥٨٤). (٢) أخرحه أحمد (٣/ ٧٦)، والترمذي (٣٠٩٣)، وابن ماجه (٨٠٢). (٣) أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٤٦١٣).