قال مجاهد: أما إنه ليس بالرجل والمرأة، ولكنه الحكمان. (١)
* تحليل الاستدراك:
نفى مجاهدُ (ت: ١٠٤) أن يكون الضمير في قوله تعالى ﴿إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا﴾ [النساء ٣٥] عائدًا على الزوجين، ومن ذكر ذلك اعتبر صِحَّتَه لُغَةً ومعنىً، فالزوجان سبق ذكرهما فصحَّ إعادة الضمير عليهما، ويكون المعنى: إن أراد الزوجان إصلاح ما بينهما من الشقاق، أوقع الله بينهما الألفة والوفاق.
وذهب مجاهدُ (ت: ١٠٤) إلى أن الضميرَ في الآيةِ عائدٌ على الحكمين، فهُما أقرب مذكور، وإعادة الضمير إليهما أظهر، ويكون به المعنى: إن يُرِد الحكمان إصلاحًا بين الزوجين وتأليفًا، يوفِّق الله بينهما، فتتفق كلمتهما، ويحصل مقصودهما.
* الحكم على الاستدراك:
اختلف المفسرون في تعيين مُفَسّر الضمير في قوله تعالى ﴿إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا﴾ [النساء ٣٥] على أربعة أقوال (٢):
الأول: أنهما عائدان على الحكمين، على ما سبقَ بيانُه، قال ابن عباس ﵁:(ذلك الحكمان، وكذلك كُلُّ مُصلِح يوفقه الله للحق والصواب)(٣)، وهو قول سعيد
(١) أخرجه الثوري في تفسيره (ص: ٩٤) (٢١٥)، وعبد الرزاق في مصنفه ٦/ ٥١٤ (١١٨٨٩)، وابن جرير في تفسيره ٥/ ١٠٨ (٧٤٨٠)، وابن المنذر في تفسيره ٢/ ٦٩٩ (١٧٤٨)، وعزاه السيوطي في الدر ٢/ ٤٩٣ لعبد بن حميد. من طريق أبي هاشم إسماعيل بن كثير المكي، عن مجاهد. وإسناده صحيح. (٢) تنظر في: التفسير الكبير ١٠/ ٧٦، وروح المعاني ٥/ ٣٧. (٣) جامع البيان ٥/ ١٠٨ (٧٤٨٢)، من طريق ابن أبي طلحة.