إليهما (١)، ثُمَّ حملُ الضمائر على مُفَسَّر واحد صحيح المعنى أولى من تفريقها؛ لفائدة انسجام النظم، وتناسق السياق، قال أبو حيَّان (ت: ٧٤٥): (تناسق الضمائر لواحد مع صحة المعنى أولى من جعلهما لمُختَلِفين)(٢)، وقال الزركشي (ت: ٧٩٤): (إذا اجتمع ضمائر، فحيث أمكَنَ عَوْدُها لواحِدٍ فهو أولى من عَوْدِها لمختلف)(٣).
وعلى هذا القول جمهور المفسرين (٤)، وذكر ابنُ عبد البر (ت: ٤٦٣) إجماع العلماء عليه (٥).
قال عيسى بن عبد الرحمن (٦): (سألت الشعبي عن هذه الآية ﴿وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ﴾ [الأنعام ١٢١]، قلت: تزعم الخوارج أنها في الأمراء. قال: كذبوا، إنما أنزلت هذه الآية في المشركين، كانوا يخاصمون أصحاب رسول الله ﷺ فيقولون: أمَّا مَا قتل الله فلا تأكلوا منه - يعني الميتة-، وأما ما قتلتم أنتم فتأكلون منه!، فأنزل الله
(١) ينظر: المحرر الوجيز ٢/ ٤٩، والتحرير والتنوير ٥/ ٤٧. (٢) البحر المحيط ٨/ ٥٠٢. (٣) البرهان في علوم القرآن ٤/ ٣٢، ٤٢، وينظر: الكشاف ٣/ ٦١، والتسهيل ٤/ ٤١٠، والبحر المحيط ٣/ ٤٠٧، والإتقان ١/ ٣٨١، وروح المعاني ٣٠/ ٦١٨، وأضواء البيان ٤/ ٢٩٣. (٤) ينظر: زاد المسير (ص: ٢٨٠). (٥) الاستذكار ٦/ ١٨٣، وينظر: جامع البيان ٥/ ١٠٨، ومعاني القرآن، للنحاس ٢/ ٨١، وبحر العلوم ١/ ٣٥٢، وتفسير القرآن العزيز ١/ ٣٦٨، والمغني ٩/ ٦٤٦، وتفسير ابن كثير ٢/ ٩١٦، وتفسير الحداد ٢/ ٢٥١، والتحرير والتنوير ٥/ ٤٧، وروح المعاني ٥/ ٣٧. (٦) عيسى بن عبد الرحمن السُّلَمي البَجْلي، ثقة، مات بعد (١٥٠). ينظر: تهذيب الكمال ٢٢/ ٦٣٠، والتقريب (ص: ٧٦٨).