عن سعيد بن جبير:(أن ابن عباس ﵁ قال في الكوثر: هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه. قال أبو بشر (٣): فقلت لسعيد بن جبير: فإن ناسًا يزعمون أنه نَهرٌ في الجنة. فقال سعيد: النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه) (٤).
* تحليل الاستدراك:
ذهب سعيد بن جبير (ت: ٩٥) إلى أن المُراد بالكوثر: الخير الكثير الذي أعطاه الله رسولَه ﷺ. ونقل ذلك عن ابن عباس ﵁، وهو قولٌ مُعتَمِدٌ على اللغة كما سيأتي.
وذهب قومٌ إلى أن المُراد بالكوثر في الآية: نَهرٌ في الجنة. مُعتَمِدِين على حديث أنس ﵁ قال:(بَيْنَا رسول الله ﷺ ذات يوم بين أظهُرنا إذ أغفى إغفاءةً، ثم رفع رأسه مُتَبَسِّمًا، فقلنا: ما أضحككَ يا رسول الله؟ قال: أُنزلت عليَّ آنفًا سورة. فقرأ ﴿بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (١) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (٢) إِنَّ
(١) جامع البيان ٢٦/ ١٧، والاستيعاب ٣/ ٩٢٣، ومجموع الفتاوى ١٥/ ٧٤، و ١٦/ ٢١٤، وتفسير ابن كثير ٧/ ٣١٨٨، وتيسير الكريم الرحمن ٢/ ٦٦٨، والتحرير والتنوير ٢٦/ ٢٠. (٢) المحرر الوجيز ٥/ ٩٤، وينظر: معالم التنْزيل ٧/ ٢٥٤. (٣) الراوي عن سعيد بن جبير، وهو: حصين بن عبد الرحمن السُّلمي الكوفي، مات سنة (١٣٦). ينظر: الكاشف ١/ ٢٣٧، والتقريب (ص: ٢٥٣). (٤) أخرجه البخاري في صحيحه ٨/ ٦٠٣ (كتاب ٦٥ - التفسير، باب ١٠٨ - سورة ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ﴾، برقم: ٤٩٦٦).