ذهب البراء بن عازب، وابن عباس ﵃(١)، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة (٢)(ت: ٩٤)، وأبو رجاء العُطَاردي (٣)(ت: ١٠٥)، وعكرمة (ت: ١٠٥)، والضحاك (ت: ١٠٥)، وأبو مجلَز (٤)(ت: ١٠٦)، وقتادة (ت: ١١٧)، وأبو صالح (ت: ١٢١)(٥)، إلى أن هؤلاء الآيات خاصة في اليهود، واختاره ابن جرير (ت: ٣١٠)، والقصَّاب (٦)(ت: ٣٦٠)، والنحاس (ت: ٣٣٨)(٧)، واحتجوا كما سبق بسبب النُّزول، وسياق الآيات. غير أن سبب النُّزول والسياق إنما يَمْنَعان العموم عند عدم القرائن (٨)، وقد دَلَّ على العمومِ في هذه الآياتِ دلائلُ منها:
(١) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن عبيد الله بن عبد الله، وإسناده ضعيف. ينظر: سنن سعيد بن منصور ٤/ ١٤٨٥، والدر المنثور ٣/ ٨٣. (٢) عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي، أبو عبد الله المدني، أحد الفقهاء السبعة، ثقة ثبت، مات سنة (٩٤). ينظر: السير ٤/ ٤٧٥، والتقريب (ص: ٦٤٠). (٣) عمران بن ملحان، أبو رجاء العُطَاردي، مخضرم مُعَمِّر ثقة، مات سنة (١٠٥). ينظر: السير ٤/ ٢٥٣، والتقريب (ص: ٧٥٢). (٤) لاحق بن حميد بن سعيد السدوسي، أبو مِجلَز البصري، تابعي ثقة، مشهور بكنيته، مات سنة (١٠٦). ينظر: الكاشف ٣/ ٢٤٧، وتهذيب التهذيب ٤/ ٣٣٥. (٥) ينظر: جامع البيان ٦/ ٣٤٢، وزاد المسير (ص: ٣٨٦)، وتفسير ابن كثير ٣/ ١١٧٨. (٦) محمد بن علي بن محمد الكَرَجيّ، أبو أحمد القَصَّاب؛ لكثرة ما قتل في مغازيه، إمام حافظ، صَنَّفَ: نكت القرآن، والسنة، وغيرها، مات في حدود (٣٦٠). ينظر: السير ١٦/ ٢١٣، والوافي بالوفيات ٤/ ١١٤. (٧) ينظر: جامع البيان ٦/ ٢٤٩، ونكت القرآن ١/ ٣٠٥، وإعراب القرآن ١/ ٢٦٩. (٨) ملاك التأويل ١/ ٣٩٩.