للعبد تفضل منه، وهو الغني، وفيه رحمة للعبد ونعمة، وذكر العبد لربه هو من توفيق الله له، والعبد محتاج له، ومُقَصِّرٌ فيه. (١)
ويشهد له قول أبي الدرداء ﵁:(ألا أخبركم بخير أعمالكم، وأحبِّها إلى مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير من أن تغزوا عدوكم فتضربوا أعناقهم، وخير من إعطاء الدنانير والدراهم، قالوا: ما هو؟ قال: ذكرُكُم ربَّكم، وذكرُ اللهِ أكبرُ)(٢).
* الحكم على الاستدراك:
اختار ابنُ عطية (ت: ٥٤٦) قولَ عبد الله بن رُبَيِّعَةَ في الآية (٣)، وجَوَّزَه الفراءُ (ت: ٢٠٧)(٤)، وهو قولٌ حسنٌ صحيح، قال عنه ابن عباس ﵁:(لقد قلت قولًا عجبًا)، ورُوِيَ نحوه عنه (٥).
وقال بقول ابن عباس: ابن مسعود، وسلمان، وأبو الدرداء، وابن عمر ﵃، ومجاهد (ت: ١٠٤)، وعكرمة (ت: ١٠٥)، والحسن (ت: ١١٠)، والعوفي (ت: ١١١)، وأبو قُرَّة (٦)، ومقاتل (ت: ١٥٠)، وشعبة (٧)
(١) ينظر: الكشف والبيان ٧/ ٢٨١. (٢) أخرجه ابن جرير في تفسيره ٢٠/ ١٩١ (٢١١٦٧)، والثعلبي في تفسيره ٧/ ٢٨٢، وإسناده حسن، وله حكم الرفع. وروى نحوه أبو الدرداء مرفوعًا بدون موضع الشاهد؛ أخرجه مالك ١/ ٢١١، وأحمد ٥/ ١٩٥ (٢١٧٥٠)، و ٦/ ٤٤٧ (٢٧٥٦٥)، والترمذي ٥/ ٤٥٩ (٣٣٧٧)، وابن ماجة ٢/ ١٢٤٥ (٣٧٩٠)، وإسناده حسن. (٣) المحرر الوجيز ٤/ ٣٢٠. (٤) معاني القرآن ٢/ ٣١٧، وينظر: الوسيط ٣/ ٤٢١. (٥) ينظر: تفسير ابن سلاَّم ٢/ ٦٣٢. (٦) أبو ليلى الكِندي مولاهم، الكوفي، قيل اسمه: سلمة بن معاوية، وقيل غيره، من الثقات. ينظر: الكاشف ٣/ ٣٧٢، والتقريب (ص: ١١٩٨). (٧) شعبة بن الحجاج بن الوَرد العَتَكي مولاهم، أبو بسطام الواسطي، ثقة حافظ متقن، أمير المؤمنين في الحديث، مات سنة (١٦٠). ينظر: الكاشف ٢/ ١١، والتقريب (ص: ٤٣٦).