لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ﴾ [البقرة ١٨٧]، كما دَلَّ عليه سبب نُزولِها (١)، والتعدِيَةُ ب"إلى" المُتَضَمِّنة لمعنى الإفضاء (٢).
* الحكم على الاستدراك:
لَمَّا كان الرَّفَث (كلمةً جامِعةً لكل ما يُريده الرجل من أهله)(٣)، كان كلا المعنيين المذكورين صَحيحٌ لُغَةً، غيرَ أنَّ أحدَهما هو الأصل لُغةً، وهو قول ابن عباس ﵁، ويُستَعمَل في الثاني كنايَةً عنه (٤)، قال ابن عباس ﵁:(الدخولُ، والتَّغَشِّي، والإفضاء، والمباشرة، والرفث، واللمس: الجماع، إلا أن الله حييٌّ كريمٌ، يَكْني بما شاء عما شاء)(٥).
وللمُفسرين في معنى الرَّفَث في هذه الآية ثلاثةُ أقوال:
الأول: أنه الجماع، وهو قول ابن عباس من طُرُقٍ عنه، وابن عمر، وابن مسعود ﵃، وسعيد بن جبير (ت: ٩٥)، والنخعي (ت: ٩٦)، ومجاهد (ت: ١٠٤)، وعكرمة (ت: ١٠٥)، والضحاك (ت: ١٠٥)، والحسن (ت: ١١٠)، ومكحول (ت: ١١٢)، وعطاء بن أبي رباح (ت: ١١٤)، وقتادة (ت: ١١٧)، والزهري (ت: ١٢٤)، والسُدِّي (ت: ١٢٨)، والربيع بن أنس (ت: ١٣٩)، ومقاتل بن حيَّان (ت: ١٥٠)، ومقاتل بن سليمان (ت: ١٥٠)، ومالك بن أنس (ت: ١٧٩)، وابن زيد (ت: ١٨٢)(٦).
(١) ينظر: جامع البيان ٢/ ٢٢٣، وأسباب النُّزول (ص: ٤٩). (٢) المفردات (ص: ٣٦٠). (٣) تهذيب اللغة ١٥/ ٥٨. (٤) ينظر: جامع البيان ٢/ ٣٦٥، والمفردات (ص: ٣٥٩). (٥) أخرجه ابن جرير ٢/ ٢١٩ (٢٣٩٦)، وعزاه ابن حجر لعبد الرزاق، وصحح إسناده. ينظر: الفتح ٨/ ١٢٢، ٩/ ٦٢. (٦) ينظر: تفسير مقاتل ١/ ١٠٤، وجامع البيان ٢/ ٢٢٠، ٣٦٢، والكشف والبيان ٢/ ١٠٥، وسنن البيهقي الكبرى ٥/ ٦٧، وزاد المسير (ص: ١١٦).