شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ﴾ [الكوثر ١ - ٣]. ثم قال: أتدرون ما الكوثر؟ فقلنا: الله ورسوله أعلم. قال: فإنه نَهرٌ وَعَدَنِيهِ ربي ﷿ في الجنة، عليه خيرٌ كثيرٌ، هو حوضٌ ترِدُ عليه أمتي يوم القيامة، آنيتُهُ عددُ النجوم، فيُختَلَج العبدُ منهم، فأقول: رَبِّ إنه من أمتي. فيقول: ما تدري ما أحدثت بعدك) (١)، فهذا تفسيرٌ نبويٌ صريحٌ في أن الكوثر نهرٌ في الجنة.
* الحكم على الاستدراك:
صَحَّ عن ابن عباس ﵁ أن الكوثرَ في الآية: الخير الكثير. وتبعه سعيد بن جبير (ت: ٩٥)، ومجاهد (ت: ١٠٤)، وعكرمة (ت: ١٠٥)، والحسن (ت: ١١٠)، ومحارب بن دِثَار (٢)(ت: ١١٦)، وقتادة (ت: ١١٧)(٣).
وذهب أنس بن مالك، وعائشة، وابن عمر، وابن عباس (٤)﵃، وأبو العالية (ت: ٩٣)، ومجاهد (ت: ١٠٤)، وعطاء بن أبي رباح (ت: ١١٤)، وعطاء الخراساني (ت: ١٣٥)، ومقاتل (ت: ١٥٠)، إلى أن المُراد به في الآية: نَهرٌ في الجنة أعطاه الله رسوله ﷺ(٥). وقد صَحَّ به الخبر عن رسول الله ﷺ كما سبق.
(١) أخرجه مسلم في صحيحه ٢/ ٨٥ (٤٠٠). (٢) محارب بن دِثَار السدوسي الكوفي القاضي، ثقة إمام زاهد، مات سنة (١١٦). ينظر: الكاشف ٣/ ١٢٢، والتقريب (ص: ٩٢٢). (٣) ينظر: صحيح البخاري ٨/ ٦٠٣، وجامع البيان ٣٠/ ٤١٦، وتفسير ابن كثير ٨/ ٣٨٧٦. (٤) من طريق عطاء عن ابن جبير، وصححها ابن كثير في تفسيره ٨/ ٣٨٧٦، ومن طريق العوفيين. ينظر: جامع البيان ٣٠/ ٤١٦. (٥) ينظر: تفسير مقاتل ٣/ ٥٢٨، وجزء فيه تفسير يحيى بن يمان (ص: ١٠٦)، وجامع البيان ٣٠/ ٤١٤، ٤١٨، وتفسير ابن كثير ٨/ ٣٨٧٧.