(والعرب تُسَمِّي كُلَّ شيءٍ كثيرٍ في العدد والقدر والخطر: كوثَرًا)(٣)، وهو ما اعتمده أصحاب القول الأول.
ولكنه تفسيرٌ مُقابَلٌ في القول الثاني بتفسير النبي ﷺ، وقَد جعلَهُ جماعةٌ من المفسرين نَصًّا من النبي ﷺ، يُخَصَّصُ به العموم اللفظي في الآية، وممَّن ذهب إلى ذلك ابن جرير (ت: ٣١٠)، وابن أبي زمنين (ت: ٣٩٩)، والبغوي (ت: ٥١٦)، والقرطبي (ت: ٦٧١)، والطوفي (ت: ٧١٦)، وابن جُزي (ت: ٧٤١)، وأبو حيان (ت: ٧٤٥)، وابن حجر (ت: ٨٥٢)(٤)، ونسبه الواحدي (ت: ٤٦٨) لأكثر المفسرين (٥)، وقال الرازي (ت: ٦٠٤): (وهو المشهور والمستفيض عند السلف والخلف)(٦).
والصواب أن تفسير النبي ﷺ للكوثر بأنه نهرٌ في الجنة، هو من باب التمثيل لا التخصيص، وهو ما فهمه ابن عباس ﵁، ومن تبعه من المفسرين، فإن الأحاديث في الكوثر بلغت حَدَّ التواتر (٧)، فلم تكن لتخفى على ابن عباس ﵁،
(١) ينظر: تفسير غريب القرآن (ص: ٤٧٤)، وتهذيب اللغة ١٠/ ١٠٢، والمفردات (ص: ٧٠٣)، وأساس البلاغة ٢/ ١٢٣. (٢) هو: الكميت بن زيد الأسدي، ينظر: لسان العرب ٥/ ١٣٣. (٣) الكشف والبيان ١٠/ ٣٠٨، وينظر: معالم التنْزيل ٨/ ٥٥٨، والجامع لأحكام القرآن ٢٠/ ١٤٧. (٤) ينظر: جامع البيان ٣٠/ ٤١٨، وتفسير القرآن العزيز ٥/ ١٦٧، ومعالم التنْزيل ٨/ ٥٥٨، والجامع لأحكام القرآن ٢٠/ ١٤٨، والإشارات الإلهية ٣/ ٤٢٣، والتسهيل ٤/ ٤٢٦، والبحر المحيط ٨/ ٥٢٠، وفتح الباري ٨/ ٦٠٤، (٥) الوسيط ٤/ ٥٦٠، وينظر: أنموذج جليل (ص: ٥٨٢). (٦) التفسير الكبير ٣٢/ ١١٦. (٧) ينظر: تفسير ابن كثير ٨/ ٣٨٧٧، ونظم المُتناثِر من الحديث المُتواتر (ص: ٢٥٠).