تزندَقَ بالعراق لجهلهم بالعربية) (١)، وقال الدارمي (ت: ٢٨٠) مُبَيِّنًا أثر المبتدعة في اللغة: (لقد تَقَلَّدتَ أيها المُعارض من تفاسير هذه الأحاديث أشياء لم يسبقك إلى مثلها فصيحٌ ولا أعجميّ، ولو قد عِشتَ سِنينَ لقلَبتَ العربيةَ على أهلها)(٢).
قال ابنُ قتيبة في قوله تعالى ﴿إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلًا مَّسْحُورًا﴾ [الإسراء ٤٧]: (قال أبو عبيدة: (يريدون بشرًا ذا سَحْرٍ؛ ذا رِئَةٍ)(٣)، ولستُ أدري ما اضطره إلى هذا التأويل المُستَكرَه؟! وقد سَبَقَ التفسيرُ من السلف بما لا استكراهَ فيه، قال مجاهد في قوله ﴿رَجُلًا مَّسْحُورًا﴾ [الإسراء ٤٧]: (أي: مخدوعًا)(٤)؛ لأن السِّحْرَ حِيلةٌ وخَديعةٌ. وقالوا في قوله ﴿فَأَنَّى تُسْحَرُونَ﴾ [المؤمنون ٨٩]: (أي: من تخدعون؟)(٥)، ﴿إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ﴾ [الشعراء ١٥٣](أي: المُعَلَّلِين)(٦)، وقال امرؤ القيس (٧):
(١) خطبة الكتاب المؤمل للرد إلى الأمر الأوّل (ص: ٦٣). (٢) نقض الدارمي على المريسي ٢/ ٧٤٧. وينظر: الرسالة (ص: ٥١)، وتهذيب اللغة ١/ ٦، ومجموع الفتاوى ٧/ ١١٩، والموافقات ٤/ ٢٢٤، و ٥/ ٥٣، والاعتصام (ص: ٥٠٣)، وأسباب الخطأ في التفسير ٢/ ٩٨٢. (٣) ينظر: مجاز القرآن ١/ ٣٨١، وجامع البيان ١٥/ ١٢١، وتهذيب اللغة ٤/ ١٧١. (٤) ينظر: تفسير مجاهد ١/ ٣٦٢، وجامع البيان ١٥/ ١٢٠، وزاد المسير (ص: ٨١٥). (٥) ينظر: جامع البيان ١٨/ ٦٤، ونزهة القلوب (ص: ١٧٩). (٦) ينظر: جامع البيان ١٨/ ٦٤، والزاهر، لابن الأنباري ١/ ٢٠٦، والدر ٦/ ٢٨٥. (٧) امرؤ القيس بن حُجْر بن الحارث بن عمرو الكندي، ذو القروح، الملك الضِّلِّيل، من رؤوس الشعراء وكبرائهم، مات مسمومًا. ينظر: طبقات فحول الشعراء ١/ ٥١، والشعر والشعراء (ص: ٤١)، والأغاني ٩/ ٥٩. والبيت في ديوانه (ص: ٦٣) وصدره: أرانا موضِعِين لأمْرِ غَيْبٍ.