النبي ﷺ لم يكن بطنٌ من قريشٍ إلا كان لهُ فيهم قرابَةٌ، فقال: إلا أن تَصِلُوا ما بيني وبينكم من القرابة) (١).
* تحليل الاستدراك:
ذهب سعيد بن جبير إلى أن معنى الآية: أن تودُّوني في قرابتي، فتحسنوا إليهم وتَبَرُّوهم. ودعاه إلى هذا ظاهر لفظ الآية، وقد رُويَ فيه عن ابن عباس مرفوعًا:(لمَّا نزلت هذه الآية قالوا: يا رسول الله، من هؤلاء؟ قال: فاطمة وولديها)(٢)، ويشهد لهذا المعنى سبب نزول الآية، فعن ابن عباس ﵁ قال:(قالت الأنصار: فَعَلنَا وفَعَلنَا، وكأنهم فَخَرُوا، فقال ابن عباس، أو العباس ﵃: لنا الفضلُ عليكم. فبلغ ذلك رسول الله ﷺ، فأتاهم في مجالسهم فقال: يا معشر الأنصار، ألم تكونوا أَذِلَّة فأعزَّكُم الله بي؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: ألم تكونوا ضُلاَّلًا فهداكم الله بي؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: أفلا تجيبوني؟ قالوا: ما نقول يا رسول الله؟ قال: ألا تقولون: ألم يُخرِجك قومُك فآويناك؟ أولم يكذبوك فصدقناك؟ أولم يخذلوك فنصرناك؟ قال: فما زال يقول حتى جَثَوا على الركب، وقالوا: أموالُنا وما في أيدينا لله ولرسوله. قال: فنَزلت ﴿قُلْ لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾ [الشورى ٢٣])(٣).
(١) أخرجه البخاري في صحيحه ٨/ ٤٢٦ (كتاب ٦٥ - التفسير، باب ﴿إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾ [الشورى ٢٣]، برقم: ٤٨١٨)، وعزاه السيوطي في الدر ٧/ ٢٩٨ لمسلم، وليس في صحيحه، قال ابن كثير (ت: ٧٧٤): (انفرد به البخاري). تفسير القرآن العظيم ٧/ ٣١٢٣. (٢) أخرجه ابن أبي حاتم، كما في تفسير ابن كثير ٧/ ٣١٢٤، والطبراني في الكبير ٣/ ٤٧ (٢٦٤١)، والواحدي في الوسيط ٤/ ٥١، قال ابن حجر (ت: ٨٥٢): (وإسناده واه؛ فيه ضعيف ورافضي)، وضعفه ابن كثير، والسيوطي. ينظر: تفسير القرآن العظيم ٧/ ٣١٢٥، والفتح ٨/ ٤٢٧، والدر ٧/ ٣٠٠. (٣) أخرجه ابن جرير ٢٥/ ٣٣ (٢٣٦٩٩)، وابن أبي حاتم، كما في تفسير ابن كثير ٧/ ٣١٢٤، والثعلبي ٨/ ٣١٢، وإسناده ضعيف، وضعفه ابن كثير، وابن حجر. ينظر: تفسير القرآن العظيم ٧/ ٣١٢٤، والفتح ٨/ ٤٢٧.