الثاني: أنهما عائدان على الزوجين، وسبق ذكر معناه، واختاره الثعلبي (ت: ٤٢٧)(٢).
الثالث: أن الأول عائدٌ على الحكمين، والثاني عائدٌ على الزوجين، فيكون المعنى: إن قصدَ الحكمان إصلاح ذات البين ونصحا، أوقع الله بين الزوجين الألفة والمحبة، والموافقة والصحبة، قال ابن الجوزي (ت: ٥٩٧): (ذكره بعضُ المفسرين)(٣)، ونسبه الواحدي (ت: ٤٦٨) لعامَّة المفسرين (٤)، - ولعلَّ مُراده الضمير الأول في الآية؛ إذ عامَّة المفسرين عليه-، واستظهره ابنُ عطية (ت: ٥٤٦)، وابنُ جُزَيّ (ت: ٧٤١)، واختاره ابن حزم (ت: ٤٥٦)، والزمخشري (ت: ٥٣٨)، والبيضاوي (ت: ٦٨٥)، وابنُ تيمية (ت: ٧٢٨)، وأبو حيَّان (ت: ٧٤٥)(٥).
الرابع: أن الأول عائدٌ على الزوجين، والثاني عائدٌ على الحكمين، أي: إن يُرِد الزوجان إصلاحًا واتفاقًا، يوفق الله الحكمين لتحري الصواب وإصابته.
ولفظ الآية وإن كان مُحتَمِلًا لكلِّ هذه الوجوه، إلا أن القول الأول منها أظهر؛ لأن سياق الآية واضِحٌ في الحَكَمَين، فناسب اتساق الحديث عنهما، وعودُ الضمير