وقد تنبه لذلك بعض النحاة، فجعل القاعدة أكثرية، وقد نص بذلك في (التسهيل)، وقال: وربما يستعمل بدون نفي تارة لفظًا ومعنى، وتارة لفظًا لا معنى، ومثل لذلك في شرحه للأول بقول بعض الصحابة: فقصرنا الصلاة في السفر مع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أكثر ما كنا قط وآمنه (١)، وللثاني بما جاء في الحديث: أن أبيًّا قال: كم يرى سورة الأحزاب؟ فقال عبد اللَّه: ثلاثًا وسبعين، فقال: قط (٢)، أي: ما كانت قط، وبعضهم أول لفظ الحديث وقال: تقديره، أي: إذا حول الرجل ولدان ما رأيت ولدًا قط أكثر منهم، يشهد له قوله:(لم أر روضة قط أعظم منها).
وقوله:(بلبن ذهب) بفتح اللام وكسر الباء، واحدة لبنة، ويقال بكسر لام وسكون باء.
وقوله:(شطر من خلقهم) أي: نصف بدن كل واحد منهم.
(١) أخرجه البخاري في "صحيحه" (١٦٥٦). (٢) أخرجه البخاري في "صحيحه" (١٦٥٦). ولفظه: "صلى بنا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ونحن أكثر ما كنا قط وآمن".