الأذان في اللغة: الإعلام، قال اللَّه تعالى:{وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ}[التوبة: ٣] أي: الإعلام، وأصله من الأذن بفتحتين، وهو الاستماع، وأَذِنَ به: عَلِمه، ومنه قوله تعالى:{فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ}[البقرة: ٢٧٩] كأنه يلقي في أذن الناس بصوته، إذا سمعوه علموا أنهم ندبوا لذلك.
وفي الشرع: إعلام بدخول وقت الصلاة بذكرٍ مخصوصٍ في وقتٍ مخصوص، وهو مشروعٌ للصلوات الخمس بالإجماع.
والمشهور أن شرعيته في السنة الأولى من الهجرة، وقيل: في السنة الثانية، ثم المشهور أنه ثبت برؤيا عبد اللَّه بن زيد بن ثعلبة بن عبد ربه، ورؤية عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنهم-، وقد وقع في (الأوسط)(١) للطبراني: أن أبا بكر الصديق -رضي اللَّه عنه- أيضًا رأى الأذان، وفي (الوسيط)(٢) للغزالي: أنه رآه بضعة عشر رجلًا، وصرح بعضهم بأربعة عشر، وأنكره ابن الصلاح والنووي، وفي (سيرة مغلطاي): أنه رآه سبعة من الأنصار.
وقال الحافظ ابن حجر (٣): لا يثبت شيء من ذلك إلا لعبد اللَّه بن زيد، وقصة عمر -رضي اللَّه عنه- جاءت في بعض الطرق، والصحيح أنه أوحي إليه -صلى اللَّه عليه وسلم- بعد رؤيا عبد اللَّه بن زيد، وهو المراد بقوله -صلى اللَّه عليه وسلم- حين ذكر عبد اللَّه بن زيد رؤياه:(إنها لرؤيا حقٍّ إن شاء اللَّه) ترقبًا منه -صلى اللَّه عليه وسلم- نزول الوحي بذلك.